طالب وزير الصحّة وإصلاح المستشفيات، عمار تو، بضرورة فتح النقاش حول معدّل الولادات بالجزائر، الذي انخفض في السنوات الأخيرة إلى 2.27 بشكل مقلق ينذر بتحوّل المجتمع إلى مرحلة عدم التجديد مثل المجتمعات الأوربية الهرمة، داعيا إلى القيام بحملات تشجيعية لزيادة النسل. دقّ عمّار تو، خلال زيارته التفقدّية إلى وهران، ناقوس الخطر بشأن الانحدار الذي عرفته معدّلات الإنجاب بالجزائر في السنوات الأخيرة، ودعا إلى فتح النقاش مع جميع الأطراف الفاعلة لتدارس هذه الوضعية قبل إنفلاتها، كاشفا أنّه تقدّم إلى رئيس الجمهورية بهذا الطرح للتركيز عليه ووضعه محلّ اهتمام، وصرّح تو خلال زيارته لعيادة للتوليد ب"مطلع الفجر"، أنّ معدّل الإنجاب انخفض كثيرا في السنوات الأخيرة، حيث انتقل من 7.1 في سنوات السبعينيات إلى 2.27 فقط، ويعتبر ذلك غير بعيد حسب تصريحات الوزير عن معدّل 2.1 الذي يقدّر فيه دخول المجتمع إلى مرحلة الشيخوخة وعدم القدرة على التجدّد مثلما يحدث ذلك في المجتمعات الأوروبية التي تعاني من طغيان فئة الشيوخ على حساب الشباب، إذ من المنتظر في حال استمر معدّل الإنجاب في هذا الانخفاض أن تتقهقر الفئة النشيطة بالمجتمع الجزائري، ما له آثار سلبية على الاقتصاد ويؤدّي بنتيجة حتمية إلى تراجع الاستثمار، وترجع أسباب توجّه المجتمع إلى الهرم بفعل التراجع عن الإنجاب في سنّ الخصوبة والميول إلى التقليل من أفراد العائلة من خلال الاستعمال المكثّف للأدوية المانعة أو المؤخّرة للحمل لاعتبارات يعود أغلبها إلى انخفاض القدرة الشرائية للعائلات وسقوطها على مشارف عتبة الفقر، فضلا عن تأخّر سنّ الزواج الذي يعجّل بالدخول إلى مرحلة سنّ اليأس والأمراض المزمنة التي ظهرت في سنوات أخيرة كالأمراض النسائية المؤّثرة على الحمل.ورغم أنّ عملية الإحصاء لم يتّم الشروع فيها بعد، حيث تنطلق في 16 من أفريل الجاري، إلاّ أنّ تكهّنات وزير الصحّة تشير إلى تقلّص فئة الشباب حسب معطيات مستقاة من معدّلات الولادات والوفيات، وبناء على ذلك إقترح وزير الصحّة مباشرة حملات تشجيعية تحثّ على الإنجاب على مستوى جميع الولايات، وشدّد في ذات السياق على ضرورة توفير الظروف الطبيّة المناسبة داخل عيادات التوليد والمصالح المعنية بالمستشفيات خصوصا بعد ما عرفت هذه الأخيرة أوضاعا متعفّنة من حيث عدد الأسرّة المخصّصة، الرعاية الطبيّة، النظافة وغيرها، بالكثير من المؤسّسات الإستشفائية.