توصف قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني في أغلب الأحيان بأنها اجتماع لأقوى قادة العالم، لكن تلك التي تبدأ اليوم في توياكو اليابانية هي قمة لعدم الشعبية، إذ أن معظم المشاركين فيها ضعفوا سياسيا أو فقدوا رصيدهم في استطلاعات الرأي. ويحضر القمة، التي تعقد من الاثنين إلى الأربعاء، رؤساء دول أو حكومات البلدان الصناعية الثمانية الكبرى (ألمانياوكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وروسيا)، وبين كل هؤلاء القادة اثنان فقط يمكنهما القول أنهما يعيشان حاليا "شهر عسل" مع ناخبيهم، وهما الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني. وقال خبير ياباني أن "معظم قادة مجموعة الثماني يعانون من نقص في القدرة على التأثير أو يعتمدون على أسس سياسية هشة، وقال إنه سيكون من الصعب عليهم في هذه الظروف إعلان إجراءات مهمة تترجم في أغلب الأحيان بتضحيات في بلدانهم. وستكون هذه القمة الأخيرة التي يحضرها الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي لا يتمتع بشعبية وتنتهي ولايته خلال ستة أشهر، لذلك تطغى مسألة اختيار رئيس خلفا له على أخباره. أما رئيس الوزراء الياباني، ياسو فوكودا، الذي يستضيف القمة، فيعاني من تراجع شعبيته إلى مستويات كارثية لا تتجاوز العشرين بالمائة، ويبدو عمليا عاجزا عن الحكم، إذ أن المعارضة التي تهيمن على أحد مجلسي البرلمان تفعل كل شيء لمنعه من ممارسة مهامه. وشعبية رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أيضا في أدنى المستويات في استطلاعات الرأي، بينما تراجعت شعبية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي منذ انتخابه العام الماضي.. وفي ألمانيا، تواجه المستشارة الألمانية إنغيلا ميركل المحافظة التي تحكم بمساعدة ائتلاف هش مع يسار الوسط، صعوبة في العثور على شريك جديد لما بعد الانتخابات التي ستجرى في 2009. وفي كندا، يقود رئيس الوزراء ستيفن هاربر حكومة أقلية وتسري تكهنات حول إجراء انتخابات مبكرة. ويذكر أن آلاف المتظاهرين واصلوا احتشادهم في الأرخبيل من مناهضي العولمة. واعتقلت الشرطة اليابانية أمس أربعة أشخاص أثناء مظاهرة احتجاجية ضد القمة..