عاش نهاية الأسبوع المنصرم، مستشفى أول نوفمبر في وهران، حالة استنفار قصوى لم يسبق أن شهدها هذا الصرح الاستشفائي، بعد رواج أخبار عن تسجيل وفاة سيدة وثلاثة رضع، يشتبه أن تكون بانفلونزا الخنازير، حسب ما كشف عنه مصدر طبي، كان حاضرا داخل المستشفى عند اكتشاف الحالة الأولى المشكوك فيها. وتخص الحالة سيدة حولت لمصلحة الأمومة لوضع حملها عن طريق عملية قيصرية بالطابق الأول للمصلحة ووضعت حملها، غير أن تدهور حالتها بشكل مفاجئ حتّم على الطاقم الطبي توقيف العملية، وإدخالها لغرفة الإنعاش نظرا لحالتها الحرجة وهناك تيقن الطاقم المشرف على المراقبة الطبية أن السيدة تحمل أعراض إنفلونزا خطيرة، وما هي إلاّ لحظات حتى فارقت الحياة رفقة رضيعها، وما زاد الطين بلة وفاة رضيعين آخرين كانا بنفس الغرفة التي وضعت فيها الضحية. وأعلن المستشفى حالة الاستنفار القصوى، أين تم إجبار كل العاملين بالمصلحة على ارتداء واقيات طبية واستبدالها كل 8 ساعات إلى جانب حظر التجول عليهم بباقي المصالح الأخرى، ومنعهم من الاحتكاك بالمرضى إلا باستعمال الواقيات، أما بخصوص الطاقم الطبي الذي أشرف على توليد الأم فقد تم إخضاعه لتحاليل مخبرية وعزلهم للتأكد من عدم انتقال العدوى إليهم، بينما تم توقيف كل العمليات الجراحية بالمصلحة والسماح لفرقة متخصصة تم الاستنجاد بها لتعقيم القاعات التي كانت تتواجد بها الأم المتوفاة وابنها الرضيع، وهي المعطيات التي أدخلت حالة من الرعب والهلع وسط المرضى وزوارهم الذين ظنوا أنهم بصدد مشاهدة إحدى أفلام هوليوود التي تعالج سيناريو استفحال وباء خطير وكيفية التحرك المستعجل لاحتوائه. "الشروق" اتصلت بمديرية الصحة للحصول على معلومات أدق، خاصة حول تشخيص الحالات المتوفاة، لكن لم يتم الرد على مكالماتنا بسبب عطلة نهاية الأسبوع، كما اتصلنا مع المكلفة بالإعلام بمستشفى أول نوفمبر، لكن لم ترد على اتصالاتنا، كون أمس كان يوم عطلة.