أجمعت الطبقة السياسية بخصوص مشاركة الجزائر في قمة تأسيس الاتحاد من أجل المتوسط، على أن مسألة تحديد السياسة الخارجية للبلاد تقع في صلب اختصاص رئيس الجمهورية وصلاحياته، لكن الآراء بخصوص انضمام الجزائر للاتحاد المتوسطي ككيان يضم إسرائيل بين أعضائه اختلفت بين مؤيد ومتحفظ. * أكد التجمع الوطني الديمقراطي، على لسان الناطق باسم الحزب ميلود شرفي "ثقته في وعي وقدرة الرئيس بوتفليقة، المسؤول دستوريا على رسم وترقية السياسة الخارجية للبلاد، وتوجيهها بنفيه دائما لترقية المبادئ التي تتميز بها الجزائر خارجيا وكذا مصالح البلاد في المحفل الدولي". * وعليه، فقد أعلن الأرندي أنه "يساند قرار السيد الرئيس بمشاركته في المؤتمر الدولي الذي سينعقد يوم 13 جويلية بباريس في إطار ترقية مشروع الاتحاد"، كما يرى حزب رئيس الحكومة أحمد أويحيى في موقف مناهضي المشروع "المزايدات التي تروج من طرف بعض الأصوات هي افتعال باطل، وعلى الجزائر أن تحترم مبادئها في خدمة مصالحها، لأنها طرف جوهري في الفضاء المتوسطي الذي تعتبر نفسها شريكا فيه، بحكم التاريخ والجغرافيا، وكذا من منطلق حجم المصالح والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي". * ولم يختلف كثيرا موقف جبهة التحرير الوطني الحزب الأكبر في التحالف الرئاسي، حيث أكد ناطقه الرسمي السعيد بوحجة بأن "المشاركة في قمة باريس الأحد المقبل، تندرج ضمن صلاحيات الرئيس واستراتيجية إقامة سياسة ودية ضمن علاقات الجوار". * واعتبر حزب الأغلبية في البرلمان أن موافقة الرئيس بوتفليقة على المشاركة في القمة "كانت ضرورية حتى لا تبقى الجزائر في عزلة عن المحيط الدولي القريب، خاصة أوربا". * لكن رغم هذه النظرة الإيجابية، أكد السعيد بوحجة أنه "يجب توفر الشروط الموضوعية والسليمة لإقامة الاتحادات" التي دونها "يبقى الاتحاد هشا ما دام هناك بعض الأعضاء في حالة حرب" والحال ينطبق دون شك على دول الشرق الأوسط الأعضاء في هذا الاتحاد. * أما حزب العمال المعارض منذ البداية لفكرة الاتحاد من أجل المتوسط، فاعتبر هو الآخر العلاقات الخارجية من صلاحيات رئيس الدولة، لكنه يطرح سؤالا ملحا يلخص موقفه من القضية "ما هي الفائدة من دخول الجزائر هذا الاتحاد؟ وماذا سنجني من فائدة؟". * واعتبر جلول جودي المكلف بالإعلام في حزب لويزة حنون أن "الجزائر خسرت كثيرا من شراكتها مع الاتحاد الأوروبي ولازلنا نجني الخراب من هذه العلاقة، فبماذا سيأتي لنا الاتحاد المتوسطي من نتائج؟"، خاصة وأن إسرائيل ستكون عضوا كامل الحقوق، إلى جانب الجزائر، "لا علاقات تجمعنا مع إسرائيل ونحن حاملون للقضية الفلسطينية وكفاح الشعب الفلسطيني".