تباينت مواقف الطبقة السياسية من موضوع مشاركة الجزائر في قمة باريس المرتقبة الأحد المقبل والمخصصة للإعلان الرسمي على ميلاد الاتحاد من أجل المتوسط، ففي الوقت الذي أيدت فيه أحزاب التحالف الرئاسي موضوع المشاركة وأبدت كامل مساندتها للرئيس في اتخاذ ما يراه مناسبا لمصلحة الجزائر، تحفظت كل من حركتي النهضة والإصلاح على موضوع المشاركة وأبدت رفضها للمشروع ككل بسبب تواجد إسرائيل فيه. وإن كان أطراف التحالف الرئاسي يتفقون على مبدأ المشاركة، فإنهم اختلفوا على مضمون المشروع، فقد عبر الأفلان على لسان المكلف بالإعلام، السعيد بوحجة على تأييد انضمام الجزائر إلى مشروع الاتحاد من أجل المتوسط ومشاركة الرئيس بوتفليقة في قمة الأحد المقبل، ورأى أنه لا حرج في حضور الرئيس للقمة الذي قال إنه مخول دستوريا للإشراف الكامل على السياسة الخارجية للبلاد، وأضاف بوحجة بأن مشاركة الجزائر ستعزز من تواجدها على الساحة الدولية وستمتن علاقاتها مع شركائها الإقليميين على ضفتي المتوسط. من جهته قال ميلود شرفي الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي إن الأرندي يجدد ثقته في قدرة رئيس الجمهورية على ترقية السياسة الخارجية التي فضل تمثيلها بنفسه، مشيرا إلى أن حزبه يدعم مشاركة الجزائر في قمة باريس المقبلة التي قال إنها تدخل في إطار تعزيز تواجد الجزائر وحماية مصالحها الدولية المرتبطة بالفضاء المتوسطي على اعتبار أنها عنصر جوهري في حوض المتوسط وشريك مهم بحكم الجغرافيا والتاريخ. وأضاف ذات المتحدث أن المزايدات التي تسعى بعض الأطراف لترويجها بخصوص المشروع هي اختلاقات باطلة -على حد تعبيره- مشيرا إلى أن الجزائر مطالبة بمراعاة جميع المبادرات الدولية بما ينسجم مع مصالحها الوطنية. من جهتها رفضت حركة حمس وعلى خلاف شريكيها الأفلان والأرندي التعليق على مشاركة الرئيس في القمة بينما أبدت تحفظها الكلي على مضمون المشروع وبررت ذلك بأن موضوع المشاركة شأن الرئيس وحده على اعتبار أن السياسة الخارجية من صميم صلاحياته الدستورية، حيث جدد عبد الرحمن سعيدي موقف حمس الذي كان قد أبداه أبو جرة أول أمس حين قال إنه لا يتحفظ على موضوع المشاركة بقدر ما يتحفظ على مضمون المشروع الذي قال إنه لا يجب أن يكون على حساب المصالح الوطنية والقضية الفلسطينية واصفا المشروع بالغامض في كثير من جوانبه. وعلى خلاف أقطاب التحالف، أبدت كل من حركة النهضة والإصلاح الوطني على لسان كل من فاتح ربيعي، ومحمد بولحية رفضها للمشروع وتحفظها على مشاركة رئيس الجمهورية في قمة الأحد المقبل، على اعتبار أن فرنسا تريد تفكيك الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي كهيئات إقليمية وبالمقابل تعمل على جر الدول العربية نحو التطبيع مع إسرائيل.