نشر تنظيم داعش المتشدد شريطاً مصوراً جديداً، الأحد، يظهر عملية قتل وذبح عدداً ممن قال إنهم مسيحيون إثيوبيون في ليبيا. وأظهر الشريط تحت عنوان "حتى تأتيهم البينة"، عملية قتل مجموعتين من ذوي البشرة السمراء، في فزان (وسط ليبيا) وبرقة (شمالي ليبيا) بالرصاص تارة وبالذبح تارة أخرى. وفي رسالة نقلها قائد التنظيم، الذي ظهر بالفيديو خلف الضحايا (لم يتسن التأكد من عددهم)، باللغة الإنكليزية، قال فيها: "لن تنعموا بالسلام، طالما أريقت دماء المسلمين". وأضاف حاملاً في يده مسدساً: "حربنا بين إسلام وكفر، بين حق وباطل، حتى يكون الدين كله لله". وعرض الفيديو لقطات مجمعة للضحايا الذين أسماهم "رعايا الصليب من أتباع الكنيسة الإثيوبية المحاربة" في ولاية فزان (وسط ليبيا)، وآخرين قال إنهم منتمون لذات الكنيسة في ولاية برقة (شمالي ليبيا). وقتل المسيحيون في ولاية فزان رمياً بالرصاص في منطقة صحراوية، بينما تم قتل المسيحيين في ولاية برقة ذبحاً على شاطئ البحر، في تكرار لذات المشهد الذي تم بثه في 21 فيفري، لعملية ذبح 21 مسيحياً مصرياً في ليبيا. فيما نقل الفيديو لحظات أخرى، لإسلام عدد من المسيحيين بعد تلقينهم الشهادة. وأعلن تنظيم شباب شورى الإسلام في درنة عن وجوده في الخامس من أفريل 2013، خلال بيان دشن خلاله لجنة لفض المنازعات والصلح بين الناس تعمل، كما تقول، ب"شرع الله"، بعيداً عن كل القوانين الوضعية المعمول بها في الدولة الليبية، التي وصفتها بأنها "قوانين الكفر وأعراف الجاهلية". وأعلن التنظيم الذي شكل في درنة ما يعرف ب"جيش ليبيا الإسلامي"، مبايعته لأبو بكر البغدادي، أمير تنظيم داعش، وذلك خلال ملتقيات علنية دينية أقامها، حمل آخرها اسم "مدوا الأيادي لبيعة البغدادي"، وذلك في تاريخ 31 أكتوبر الماضي. ونقل الفيديو، تعدداً للكنائس التي ينتسب إليها أتباع رسول الله عيسى عليه السلام، معتبراً أنهم جميعاً "على ضلال، بعد أن تم تحريف الإنجيل والوحي الذي نزل على عيسى". وأشار الفيديو إلى أنه عقب ظهور الإسلام، "نفذ الصحابة والتابعين أمر الله بفتح البلاد التي يقطنها النصارى، فمن أبى منهم الإسلام دفع الجزية، ومن رفض دفع الجزية، فما كان له إلا حد السيف". وأشار إلى أن "النصارى أمة حادت عن الملة الحنيفية السمحة التي بعث بها عيسى عليه السلام، وما دل عليه الكتاب (القرآن الكريم) والسُّنة النبوية هو كفر النصارى". ونقل الفيديو حديثاً لمن أسماه الشيخ أبو مالك أنس النشوان، قال إنه "في ولاية الرقة (شمالي سوريا)، دعت الدولة الإسلامية (تنظيم داعش)، النصارى إلى الإسلام، فأبوا، فطالبوهم بالجزية، فوافقوا وعاشوا تحت لواء الدولة الإسلامية آمنين على أنفسهم وأعراضهم، بل كانت محاكمنا تستقبل شكاواهم وهذا هو حكم الإسلام". وأضاف: "بل نقدم لهم إعانة إذا ثبت لنا أنهم معدمون ولا يجدون قوت يومهم". كما نقلوا مقاطع مصورة لأشخاص وصفوهم بأنهم من "أهل الذمة" في ولاية الرقة يقولون إنهم يعيشون في أمان وسلام تحت حكم الدولة الإسلامية، التي لم تطالبهم إلا بالجزية، في الوقت الذي طالب أحدهم باقي المسيحيين بالعودة إلى بلادهم مرة أخرى. وقال النشوان أيضاً إنهم "على الرغم من تقديم ذات الأمر للنصارى في "ولاية نينوى" (شمالي العراق)، إلا أنهم لم يستجيبوا، والشرع يفرض علينا في مثل هذا الحال، تجاه من أبى الإسلام ودفع الجزية، إلا أن أمير المؤمنين آثر أن يمن عليهم ويكف عن قتلهم فأمر بإجلائهم عن الدولة". قبل أن ينقل الفيديو تدمير كنائس المسيحيين ومقابرهم، في "ولاية نينوى"، مشيراً إلى أن "الهدم هو الرأي الشرعي في هذه الكنائس، وأحل الله لنا أموالهم وديارهم بعد أن نبذوا الإسلام". ويسيطر داعش على مساحات واسعة في الجارتين العراقوسوريا، وأعلن في جوان 2014 قيام ما أسماها ب"دولة الخلافة".