زعيمة حزب العمال: السيدة لويزة حنون أكدت، أمس، الأمينة العامة لحزب العمال، في منتدى الشروق اليومي، أن تحسّن مداخيل الجزائر خلال السنوات الأخيرة ومسارعة البلاد لتسوية ملف مديونيتها الخارجية بطريقة مسبقة، لم تنعكس إيجابا على الحياة اليومية للطبقات المحرومة. * * المجلس الوطني للخوصصة فاقت صلاحياته صلاحيات الرئيس * حفيد مُعمَر حاول شراء الشركة الجزائرية للزجاج بمبلغ رمزي* * * بسبب مواصلة انتهاج سياسات ترقيعية دوغمائية أدت إلى زيادة الهوة بين الطبقة المنتفعة وبقية الشعب الذي أصيب مجددا باليأس والإحباط، وخاصة فئة الشباب الذين أصبحوا يفضلون المغامرة والموت في البحر على البقاء في الجزائر. * وقالت لويزة حنون، إن بعض الوزراء في الحكومة لم يتوقفوا يوما عن استفزاز الشعب بقوانين تتعارض مع السيادة الوطنية، وقوانين تغذي نهب الثروات الوطنية، وتفتح الباب على مصراعيه لعودة الشركات الدولية للسيطرة على الثروات، والأملاك الخاصة للدولة، وتسمح أيضا بعودة أبناء المعمرين وأحفادهم من النافذة بعدما خرجوا من الباب، مشددة على ضرورة إسراع رئيس الجمهورية لإلغاء قانون الخوصصة الصادر سنة 2001 وقانون الأملاك الوطنية، ومراجعة المادتين 18 و19 من قانون التوجيه الفلاحي، الذي وافق عليه البرلمان بغرفتيه قبل نهاية الدورة الماضية. * وكشفت لويزة حنون، أن جميع القوانين التي اقترحتها الحكومات السابقة منذ 2001 كانت قوانين لصالح الشركات والمجموعات الأجنبية، باستثناء قانون مراقبة الأجانب وقانون إتمام البنايات، أما باقي النصوص التشريعية التي نزلت إلى البرلمان فجلها قوانين تصبّ في سياق تحطيم الاقتصاد الوطني وتفكيك مقومات الدولة الجزائرية وتسهيل تهريب ونهب الثروات الوطنية والتغطية على تهريب الأموال إلى الخارج تحت غطاء تحويل الأرباح ومنح الامتياز لمؤسسات أجنبية على حساب غلق الشركات الجزائرية وتكسيرها وتفكيكها وتسريح عمالها بعد تحويلها إلى مجرد مستودعات للسلع الأجنبية. وطالبت حنون الرئيس بالانتقال إلى تنفيذ النقاط الهامة التي جاءت في خطاب السبت الماضي وتجسيده من خلال حل المجلس الوطني للخوصصة، لأن الصلاحيات التي يملكها تفوق صلاحيات رئيس الجمهورية شخصيا، بالإضافة إلى حل شركات تسيير مساهمات الدولة المكلفة بتصفية مؤسسات القطاع العام. * ونددت حنون بما وصفته بالاستفزاز الذي يتعرض له المواطن الجزائري من الأغنياء الجدد الذي جمعوا ثروات طائلة بطرق ملتوية وحالات فساد ونهب، مؤكدة على وجود مسؤولين في أعلى هرم الدولة يتبنون هذا الطرح الفاسد لخدمة مصالح أجنبية على حساب تدمير الاقتصاد الوطني من خلال مكاتب خبرة أجنبية تقوم بتشخيص وضعية المؤسسات الجزائرية ثم تقوم بمنح تقارير إلى شركات أجنبية تبحث عن ابتلاع السوق الجزائرية، إلى درجة أن حفيد مؤسس الشركة الجزائرية للزجاج »ألفير«، التي تأسست سنة 1945 ، جاء إلى وهران لاسترجاع الشركة التي أمّمتها الدولة من جده وعرض على الدولة 45 مليار سنتيم، في حين أن قطعة الأرض التي يتربع عليها المصنع لوحدها تساوي 300 مليار سنتيم. * وانتقدت الأمينة العامة لحزب العمال استثمار الدولة لملايير الدولارات لتحسين وضعية المؤسسات وبناء منشآت قاعدية ثم تسليمها للأجانب للاستفادة منها وتحويل ملايير الدولارات إلى الخارج. وكشفت لويزة حنون، أن شركة »ليند« الألمانية، التي استحوذت على المؤسسة الوطنية للغازات الصناعية، أصبحت تتدخل في الضغط على صناعة المشروبات الجزائرية لتحطيمها ودخول شركات المشروبات الألمانية للجزائر بقوة. * * أرقام الخوصصة والتشغيل والمحروقات مغلوطة * وزراء قدموا تقارير مزورة للرئيس لإخفاء الحقيقة وخدمة الأجانب * كشفت لويزة حنون أن بعض الوزراء الذين يعملون على خدمة "مصالح أجنبية" في الجزائر يقومون بتغليط رئيس الجمهورية في بعض الملفات ويقدمون له تقارير مزورة بعيدة عن حقيقة الأمور، مؤكدة أنها في لقائها بالرئيس في فيفري 2006 سألته شخصيا إذا كان يعلم ما تحمله سياسة الخوصصة، فقال إنه يتلقى تقارير مزورة من قبل بعض الوزراء. * وأكدت زعيمة العمال أن من بين الوزراء من يسعون جاهدين لوضع قوانين جائرة تسير ضد مصلحة الوطن، وتلك القوانين فيها جانب إيديولوجي دوغماتي هدفه خدمة مصالح أجنبية على حساب المصلحة الوطنية، مؤكدا أن ذلك لم يكفي، بل جاءت كل القوانين التي ترهن مستقبل البلاد في مواعيد وطنية. * ورغم أن موقف حنون لم يتغير من الوزير عبد الحميد تمار، صاحب ملف الخوصصة الذي قال بخصوصه بوتفليقة "أخطأنا في خيار الخوصصة والطريق التي حسبناها توصلنا إلى الجنة لم تكن كذلك، والخوصصة جاءت مغايرة تماما لخصوصيات المجتمع الجزائري وتركيبته"، إلا أنها أكدت أن "الرئيس ظُلل في مسألة قوانين الخوصصة"، وقُدمت له معلومات كاذبة في ملف البطالة والتشغيل، واستغربت سكوت وزراء الحكومة على تدخل تمار في قطاعاتهم؛ فبدل أن يعرض المؤسسات الصناعية للبيع مثلما يحدده القانون، تعدى تمار صلاحياته حسب زعيمة العمال لتمتد يده للأراضي الفلاحية ومؤسسات إنتاج الأعلاف، إضافة إلى الفنادق، وذلك حسبها خدمة لمصالح أجنبية واقتناع بأفكار أجنبية. * بل أكثر من ذلك، قالت حنون إن من بين المسؤولين من يتبنون الطرح الذي يخدم الأجانب، وهؤلاء حسبها هم الذين يسعون لإخفاء حقيقة ما يقومون به على الرئيس، وبالتالي يقدمون تقارير مغلوطة، ما يفسر رجوعه على بعض القرارت مثل قانون المحروقات من قبل وما قاله عن الخوصصة هذا الأسبوع. ويطالب حزب العمال بالمناسبة بتدخل رئيس الجمهورية من أجل إلغاء القوانين الجائرة مثل قانون الأملاك الوطنية، قانون الخوصصة 01/04، وتجميد قانون التوجيه الفلاحي، قانون الشراكة مع الاتحاد الأوربي وقوانين المالية المتتالية التي تمنح في كل مرة امتيازات متزايدة للأجانب، كما طالبت بتدخل مفتشية المالية عندما يتعلق الأمر بخوصصة إحدى المؤسسات العمومية. * ومن بين الوزاء الذين ذكرت حنون في ملفات معينة، شكيب خليل وقانون المحروقات، تمار وقانون الخوصصة والطيب لوح والأرقام المغلوطة حول التشغيل والبطالة. * * الحكومة رفضت اقتراح حزب العمال بفرض غرامات على الثروة * الضريبة على السيارات قرار جائر وقهر إضافي للمواطن * اعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال قرار فرض ضريبة على شراء السيارات الجديدة، قرارا جائرا وقهرا إضافيا للمواطن، متسائلة عن تساهل الحكومة بالمقابل، في فرض ضريبة على الثروة، مثلما يقترح حزبها عند إعداد كل قانون مالية، الشيء الذي يرفض رأفة بالأغنياء الجدد. * وأكدت حنون أن قانون المالية "يحمل كل سنة إجراءات جائرة تكون دائمة في خدمة الأجانب وصالحهم، وتزيد من متاعب الجزائريين"، مثل الضريبة الجديدة هذه على السيارات الجديدة التي اتخذت بصفة مستعجلة لتزيد من شقاء المواطن على حد قولها. * وقالت زعيمة العمال إن فرض ضريبة من أجل ضمان تذاكر النقل في الترامواي والميترو أو أي وسيلة أخرى، لا يمكن أن يفرض على المواطنين على عمومهم من مختلف الجهات والمناطق، وبمختلف فئاتهم، لأن المعيشة مختلفة بين مواطني جهات الوطن "ليس من يستعمل سيارة كمن يستعمل وسائل النقل، وليس من يعيش في الشمال مثل من يعيش في الجنوب". * وكشفت بالمناسبة أن حزبها يقوم كل سنة بمناسبة إعداد قانون المالية الجديد، باقتراح ضريبة على الثروة على المواطنين الذين تتوفر فيهم مواصفات الغنى، لكن الحكومة ترفض في كل مرة إدراج مثل هذه الضريبة بل قالت "لم ينقص إلا أن يقال لنا هؤلاء مساكين فقراء". * وعن تمركز الثروة في يد فئات قليلة من المجتمع أو ما أصبح يصطلح عليه ب"الأغنياء الجدد"، أكدت حنون أن تلك المظاهر هي استفزاز للمواطنين، وهي من ساهمت في تنامي اليأس لدى الشباب وفقدان الثقة في الدولة والبلاد، حيث يتأكد للشخص الذي يعمل ضمن الضوابط أنه لا يمكن أن يصل مع العراقيل والصعوبات الموجودة، بينما تنمو الثروة في يد بعض الذين يسعون إليها بمختلف الطرق غير المشروعة. * * "نحن ضد قرار تجريم "الحراڤة" لأنهم ضحايا فشل سياسة الحكومة" * وصفت "لويزة حنون"، الناطقة باسم حزب العمال، قرار الحكومة المعلن عنه أول أمس، والقاضي بتجريم "الحرڤة" "بالخاطئ"، قائلة "لا يمكن تجريم ومعاقبة "الحراڤة" في حين هم بحاجة إلى تكفل ومتابعة نفسية، فضلا على أنهم ضحايا لفشل التوجه الاقتصادي والسياسات الخاطئة للحكومة". وأضافت "الأطراف الذين يسهلون عملية الحرڤة والشبكات التي تتاجر في هذا المجال هي المجرمة وتستحق العقاب"، مؤكدة على أن "الحرڤة" هي مأساة وطنية تضاف إلى مأساة الانتحار والتفسخ الخلقي والاختطاف، وكلها مآس تعكس فشل السياسة الاقتصادية المنتهجة في الجزائر، والتي استنزفت ثروات الشعب الجزائري أمام ناظريه دون أن توفر له أدنى الطلبات. * وأرجعت الناطقة باسم حزب العمال موجة أحداث الشغب الأخيرة التي اجتاحت عدة مناطق من الوطن، إلى تراكم المشاكل والضغوط، حيث أصبح المجتمع الجزائري في حالة استعداد وتأهب للاستجابة إلى أي مؤثر، والانفجار بالعصيان المدني، وإثارة الشغب والتخريب، كما أوضحت ذات المتحدثة إلى هشاشة المجتمع الجزائري وزوال القيم والروابط، مشيرة إلى أن القمع ليس حلا لمعالجة مثل هذه الأحداث، وإنما الأولى البحث في الأسباب الحقيقية وراء هذا الانفجار الشعبي، والسعي لإيجاد حلول استعجالية وفعالة لهذه المشاكل للحيلولة دون تكرر مثل هذه الأحداث التي تثبت هي الأخرى عن فشل السياسة العامة للحكومة. * * حنون تؤكد أن بعض الشركات العمومية بيعت بطريقة مشبوهة * "لافارج" خرجت من الباب وحميد تمار أعادها من النافذة * حمّلت لويزة حنون وزير الصناعة وترقية الاستثمارات، حميد تمار، مسؤولية تبديد الثروات الوطنية وتصفية 1200 مؤسسة عمومية وتسهيل عودة المجموعات والشركات الفرنسية التي كانت متواجدة قبل الاستقلال في الجزائر، والتي تم تأميم ممتلكاتها بعد الاستقلال ومنها مجموعة صناعة الاسمنت »لافارج« التي تمكنت من العودة من النافذة بعد طردها من الباب سنة 1968. * وأكدت لويزة حنون، أن عودة شركة »لافارج« تعد ضربة موجعة وإهانة لعمال مصانع الإسمنت في الجزائر، الذين احتفلوا هذه السنة ب40 سنة من طرد »لافارج« من مصنع مفتاح، ليفاجأ بعودتها القوية إلى السوق الجزائرية، مما يمثل طعنة في ظهر العمال من طرف إحدى المجموعات الأجنبية. * وكشفت لويزة حنون، أن الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، قام بإعادة تأميم مصانع »لافارج« بفنزويلا، ثلاثة أيام قبل موافقة وزير الصناعة وترقية الاستثمارات، حميد تمار، على بيع مصانع الإسمنت الجزائرية للشركة الفرنسية، التي احتفلت بعودتها إلى السوق الجزائرية، وقامت في المقابل بشنّ حملة مسعورة ضد الرئيس الفنزويلي بسبب القرار الوطني الذي اتخذه. * * رحلة حنون مع اللغة العربية * سألنا السيدة حنون عن سرّ تمكنها الكبير من اللغة العربية، إلى جانب فرنسيتها الراقية، مثلما لا يحسن فعله معظم المسؤولين الجزائريين، فحدثتنا عن رحلتها مع العربية وإذا بنا نكتشف أنها عصامية في تعلم العربية بدأت رحلتها معها مع الدراسة الجامعية. * هي من جيل درس اللغة الفرنسية كلغة أساسية وتحصلت على بكالوريا فرنسية، لكنها قررت من محض إرادتها أن تكون دراستها الجامعية بالعربية وصادفت أول دفعة في تخصص الحقوق بجامعة عنابة، وكان الأساتذة وقتها مشارقة لا يملكون الكتب والمراجع، لذلك كانت تحضر لويزة مع قسم الحقوق بالفرنسية لتنقل الدروس وتترجمها إلى العربية رفقة زميلاتها ليتمكن الجميع من التعلم بالعربية. * وكان أخو لويزة دارسا للأدب المقارن وله مكتبة غنية بالكتب والمراجع كانت لويزة تنهل منها ومنها تعلمت العربية على أصولها. * * على الساخن * * من هو الزعيم المثالي بالنسبة ل"لويزة حنون"؟ * ** ربما أقول "تشافيز" ولكن يجب أن أقرن اسمه بالشعب الفنزويلي فلولا هذا الشعب العظيم لم يكن ليكون هذا الزعيم العظيم. * * اعتقلت مرتين الأولى في 1983 والثانية في 1988.. ماذا أضاف لك السجن؟ * ** السجن سجن..ربما كنت محظوظة في المرة الأولى حيث عرفت السجن الذي كنت فيه، اذ تم اعتقالي بسجن البرواڤية ثم حولت إلى سجن الحراش، إلا أنني في سنة 1988 لم أعرف بأي سجن اعتقلوني، حيث كنت معصبة العينين وتم نقلي في سيارة مصفحة..حولت معرفة أين كنت بعد إطلاق سراحي إلا أنني إلى حد اليوم لا أعرف أين كنت. * * ما سر هذه الذاكرة القوية واستحضار الأحداث والتواريخ بسرعة ودقة؟ * **صحيح ذاكرتي قوية جدا وربما ورثتها عن والدتي التي كانت تتمتع بذاكرة قوية جدا.. حتى وهي طاعنة في السن كانت تستحضر أدق التفاصيل عن الأيام التي عاشتها عن الثورة وكيف قصف المستعمر بيتنا في جبال جيجل. * * ما قيمة أول مرتب تقاضته "لويزة حنون"؟ * **اشتغلت كمعلمة وموظفة بمطار عنابة وأنا لا أزال طالبة جامعية..ربما ذاكرتي القوية تخونني في مثل هذه الحيثيات المتعلقة بحياتي الخاصة..ما أتذكره أنه لم يتجاوز 1000 دج فقط. * * وكيف صرفتيه؟ * ** أظن أنني قسمته على أفراد عائلتي باعتباره أول مرتب، فضلت أن تستفيد منه جميع أسرتي. * * أين تقضي "لويزة حنون" عطلتها السنوية؟ * ** (بعد تردد في الإجابة)..أنا منذ أكثر من سبع سنوات لم أتمتع بعطلتي السنوية. لم أتوقف منذ سبع سنوات ولو كانت لي عطلة ربما كنت سأقضيها بمسقط رأسي بجيجل إلا أنه حتى بيتنا القديم قصفه المستعمر. * * وما هي نوعية الكتب التي تطالعها الأمينة العامة لحزب العمال؟ * **أطالع الكتب السياسية والاقتصادية وحتى الروايات. * * وما آخر كتاب قرأته؟ * ** هو كتاب أرسلته لي مناضلة إيطالية لكنني لم أشرع بعد في قراءته.. وأنا الآن بصدد قراءة كتاب لمناضل فلسطيني حول عودة اللاجئين يدعى "صلاح صلاح" والكتاب بعنوان "أوراق فلسطينية حق العودة ومنظمة التحرير وأوسلو" * * ما رأيك في الشروق؟ * ** بصراحة، ودون أي مجاملة، هي جريدة تتميز ربورتاجات قوية جدا وفي مختلف المجالات فضلا عن أنه يمكن أن تجد مواضيع في مختلف المجالات والتخصصات..هي متنوعة جدا.