..إلى سردينيا كانت الساعة تشير إلى منتصف النهار، عندما امتطينا قارب نزهة خشبي بشاطئ "جنان الباي" بسرايدي المعروف ب"واد بوقراط" وهو أحد أهم نقاط إبحار "الحراڤة"، وكان حراس الشواطئ قد قاموا بإحباط محاولة للهجرة السرية بهذا المكان قبل يوم واحد في حدود الساعة بعد منتصف النهار أيضا. * كنت مرفوقة بزميلتي راضية من جريدة "لانوفال ريبيبليك" وكانت الرحلة ممتعة جعلتنا نقتفي نسبيا خطى الحراڤة إلى جزيرة سردينيا التي يستغرق الوصول إليها ساعتين من الزمن فقط. * استقلنا قاربا خشبيا كما يفعل الحرافة، كنا حوالي خمسة أشخاص على متنه، غادرنا الشاطئ الذي بدأ يختفي تدريجيا ...وأوضح سائق الزورق أن الحراڤة ينقلون معهم أيضا محركا إضافيا في حالة العطب نتيجة الإفراط في السرعة وصدريات ودلاء وقود توضع في مخبأ بالزورق، في عرض البحر، يمكن الإتصال والتواصل لوجود شبكة الهاتف النقال، قطعنا المسافة لمدة تجاوزت الساعة من الزمن قبل الوصول إلى المكان المسمى "الأخوان الإثنان" وهو عبارة عن جبلين صخريين متقابلين وسط البحر، ويتم استغلال عزلتهما لإخفاء الدلاء والزورق والمعدات، ويقوم المرشحون للهجرة بالقفز من أعلى الصخور للإفلات من حراس الشواطئ و"لذلك يجب أن يكون الحراڤة يتقنون السبحة" ويبلغ عمق البحر أكثر من 200 متر، ومن هنا ينطلقون باتجاه سردينيا أو جزيرة "الأحلام" ...لم نصادف أحدا في هذا المكان المعزول إلا الله الذي كنا نشعر بحكمته وخلقه في جمال المكان الذي تحوّل إلى الإتجاه نحو الموت.