أبكي بحرقة عندما أرى والدي يحمل مستلزمات العائلة وأنا لا أستطيع مساعدته و قد تلقت أمس ''النهار'' اتصالا من قائد القارب الذي حمل 22 حراڤا ينحدرون من مناطق مختلفة ببومرداس، كانوا متجهين إلى جزيرة مايوركا الاسبانية، هو شاب في ربيعه ال 26، اسمه ''عبد القادر''، اتصل لأنه انزعج من كتابة خبر نجاحهم في الوصول إلى الجزيرة، بيد أن ذلك لم يحدث فعلا، فحراس الشواطئ تمكنوا من توقيفهم بعد ساعتين من الإبحار، يقول عبد القادر، أنه كان رفقة 21 شابا آخرا تتراوح أعمارهم بين 19 و34 سنة، كلهم بطالون، رغم حوزة أكثر عدد منهم على شهادات جامعية، فمن بينهم محامون وخريجو معاهد التعليم العالي لم يتمكنوا من الحصول على عمل يجنبهم التفكير في الرحيل. يقول عبد القادر الذي كان يتحدث بنبرة غضب حادة حيال الأوضاع الاجتماعية المزرية التي يعيشونها، ''حرڤت مرتين، أصدقائي كلهم عبروا الضفة الأخرى إلا أنا، سيكون مآلي المرة القادمة السجن، لأنهم أخبروني أنه في حال توقيفي المرة المقبلة سيتم الزج بي في السجن، لقد تم التحقيق معنا...''وعن طريقة حصولهم على القارب الذي تم استغلاله في ''الحرڤة''، قال محدثنا إنه تم شراؤه من قبل أحد الخواص بمبلغ مالي قدره 20 مليون سنتيم، من بومرداس، تم تقاسم ثمنه على الجميع، هو زورق أوتوماتيكي من نوع ''البوستون'' بمحرك قوته 85 حصانا، تم استغلاله في ''الحرڤة'' بعد أن تم رصد أحوال الطقس...رفض الشاب الحديث عن أي شيء باستثناء رثائه الذي خص فشل عملية الإبحار، يقول إنهم كانوا جميعا متحمسين للرحلة، الكل كان يحلم بالوصول إلى الضفة الأخرى بعد ساعات قليلة، وبعد الرحلة التي انطلقت على الساعة العاشرة ليلا، تم توقيفها في حدود الساعة منتصف الليل من قبل حرس الحدود لولاية بومرداس، حيث تمت إعادة كل من كانوا على متن القارب إلى اليابسة، يقول عبد القادر إنه طلب منهم أن ينفوه ليعيش في بلد آخر، على أن يعيش عيشة ذليلة في بلاده ، غير أن إجابة أحد أعوان الحرس جعلته يفيق من وهم كان يعيشه ''اتعيش في بلادك وتموت في بلادك بقدرك''، وأضاف عبد القادر أنه رغم وطنيته وحبه للجزائر، إلا أن وضعه الاجتماعي وعدم امتلاكه لمنصب عمل مستقر، جعله يفكر في الهروب من الواقع المدير، ''أتعلمين أصبحت اختبئ حتى لا أرى والدي الذي عادة ما يرجع إلى المنزل وفي يديه احتياجات العائلة، والله إني أبكي بحرقة على ذلك وأحسب نفسي عاطلا لا فائدة مني، لم يعد لدي أي أمل ولا هدف لي في الحياة أنهض باكرا لالتحق بالمقهى، وأقضي اليوم كاملا به، وفي حال وجود طلب للعمل كمساعد بناء لا أتردد في اللهث وراء نيله حتى أضع بعض الدنانير في جيبي، في بعض المرات لا يكون بحوزتي سوى 10 دنانير، بحثت عن العمل لكن دون جدوى.. لو أنني درست لما وصلت إلى هذا الحد، ولو كنت متعلما ولم أجد عملا لأحرقت نفسي أمام قصر الرئاسة، كل ما أطلبه أنا وأصدقائي الحراڤة هو أن تتكفل بنا السلطات لأن الشباب الذين يغامرون بأنفسهم لديهم أسبابهم عليهم فتح أبواب الحوار وإيجاد أسباب ذلك دليلة. ب توقيف شابين ''حراڤة'' من قسنطينة في شواطئ عنابة علمت ''النهار'' من أوساط الشباب الهاوي لمغامرات الهجرة غير الشرعية، أن عائلتين من حي الزيادية بقسنطينة قد عاشتا منذ أربعة أيام حالة من ''السوسبانس'' والترقب، في انتظار أخبار عن ابنيهما اللذان إلتحقا بقوارب الموت يوم الثلاثاء الماضي، ويتعلق الأمر بالمسمى (ع،ق،ب)، البالغ من العمر 33 سنة وصديقه (ر،غ) 30 سنة، حيث علم أن الشابين انطلقا عبر رحلة من رحلات الموت من شواطئ عنابة، متجهين إلى جزيرة سردينيا الايطالية، أين يتواجد عدد من أهل أحد ''الحراڤينس.من جهة أخرى، علمت ''النهار'' من مصادر مقربة من العائلتين أن ''الحراڤان'' رفقة 26 آخرين، قد تم توقيفهم ليلة الخميس إلى الجمعة الماضيينفي عرض شواطئ عنابة، حيث تم اقتيادهم إلى مركز خفر السواحل بالمنطقة، أين أعدت لهم محاضر سماع، على أن يمتثلوا أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة في الأيام القليلة المقبلة.للإشارة، فإن الشابين الموقوفان المنحدران من ولاية قسنطينة ويشتغلان في مجال البناء، حيث علم من عدد من أصدقائهما، أنهما قررا الإبحار عبر قوارب الموت منذ مدة طويلة، حيث عملا على إعداد العدة المالية للرحلة والتي قدرها هؤلاء بعشرة ملايين سنتيم للفرد الواحد. عصام. ل فيما فر 6 آخرون عبر منطقة عين بربر الجبلية توقيف 25 ''حراڤا'' شمال رأس الحمراء بعنابة أوقفت فرق حراس السواحل بعنابة، صباح أمس 25 حراڤا بالمياه الإقليمية بالولاية، وذلك على بعد 6 أميال شمال رأس الحمراء، على إثر دورية عادية استطلاعية قامت بها المصالح المذكورة.وأفادت ذات المصادر أن 6 حراڤة آخرين كانوا ضمن طاقم الحراڤة تمكنوا من الفرار على متن قارب صيد.وكانت مجموعة الحراڤة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و45 سنة، قد انطلقوا منتصف ليلة الجمعة الفارط من شاطئ سيدي سالم أحد أكبر معاقل الحراڤة بعنابة، باتجاه السواحل الايطالية وتحديدا إلى سردينيا، على متن ثلاثة قوارب صيد مدعمة بمحركات ذات 50 حصانا.من جهتها ستقوم فرق حراس السواحل، بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية، من فحوصات طبية وتدابير خاصة، بتقديم الموقوفين ال25، أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابةإقليم الاختصاص، بحيث يتوقع أن تتم عملية تقديم هؤلاء صبيحة هذا اليوم.و علمت ''النهار'' في سياق آخر من مصادر خاصة، أن فرق حراس السواحل وبعد التحرك السريع في مهمة البحث عن مجموعة الحراڤة الستة الفارين، قد تمكنت من تحديد موقع فرار هؤلاء، حيث وجدت القارب الذي كان على متنه الحراڤة الستة، بمنطقة عين بربر الجبلية ببلدية سيرا يدي شمال ولاية عنابة، الأمر الذي يوحي بالخبرة الكبيرة لقائد الرحلة، الذي يكون على الأرجح أحد صيادي منطقة سيدي سالم ببلدية البوني. فارس مصباح