هناك ما هو أخطر من النفط في مسألة العراق، ان الذي أراده الامريكان هو تحطيم احتمال امتلاك العرب سر التكنولوجيا والتصنيع فارتكبوا جريمة تدمير العراق وقتل ملايين من ابنائه وسرقة نفطه والمعادن الثمينة واليورانيوم المركز جهارا نهارا بالاضافة الى ملاحقة علمائه وتدمير البنية التحتية لصناعته، وارتكب بعض العراقيين جريمة التواطؤ وتسهيل مهمة المحتل، أما نحن فنرتكب جريمة الصمت.. * لا سر في الموضوع فالشركات الامريكيةوالغربية الحليفة انقضت على العراق كتداعي الأكلة الى قصعتها.. فشركة شل تطمع في حقل الزبير في جنوب محافظة البصرة، وشفرون وتوتال معاً تريدان حقل القرنة الغربية في حقل شمال كركوك، وتفاوض على ميسان، وبي بي تريد حقل جنوب الرميلة، واكسون تريد المحافظة نفسها. * * إن المخزون الحقيقي لنفط العراق قد يصل الى 350 بليون برميل.. وهو اكبر احتياطي نفطي في العالم ، وفي حين ان العراق ينتج الآن 2.5 مليون برميل في اليوم، فإن وزارة النفط العراقية التي يشرف عليها خبراء امريكان تطمح الى رفع الانتاج الى 4.5 مليون برميل خلال خمس سنوات، غير أن دخل النفط العراقي يذهب الى شركات غربية، لتستفيد بلدان ارتكبت جرائم حرب ضد شعب العراق. * * صحيح ان النفط ليس هو الهدف الوحيد ولكنه هدف كبير.. اما الهدف الاستراتيجي امام الأمريكان وحلفائهم فهو يسير ضمن سياق الصراع التاريخي بين الغرب والأمة وهو الإطار الاستراتيجي للصراع.. ومن العبث الانشغال بالتفصيلات مهما بلغت اهميتها عن ادراك السياق العام للصراع.. فأن يتوصل العراق الى صناعة شرائح الكمبيوتر ويكتشف سر المعدن المنشئ للجسور الضخمة وان يستطيع العراق انشاء مصانع حليب ليكون البلد العربي الوحيد الذي لايستورد الحليب من اوروبا وان ينشئ العراق مؤسسات صناعية محضرا لاستغلال الطاقة النووية وموفرا لها اكثر من خمسة آلاف طن يورانيوم مركز ان العراق هذا ما كان ينبغي له ان يستمر . هذا هو الهدف الكبير امام صناع الاستراتيجيات في امريكا والغرب وتأتي كل التفصيلات الأخرى كلازمات للمعركة.. * * ليس مهما عند الغرب كان حاكم العراق ديكتاتورا أم ديمقراطيا، وليس مهما كان نظامه وراثيا أم تدوالا على السلطة، كما لايهم الغربيين ان تكون طبيعة النظام السياسي تمتلئ بقوانين تخترق حقوق انسان ام قوانين حكم القبيلة والعشيرة.. المهم لدى الأمريكان ان يمنعوا العرب والمسلمين من امتلاك سر التكنولوجيا والتقدم، وهكذا تتجلى الأمور فالأسباب نفسها التي تشهرها امريكا الآن بوجه ايران.. فأين يضع الخونة رؤوسهم ونواصيهم؟ واين نداري صمتنا المخزي من ضياع بلد عربي صميم؟