قديما قال العلامة عبد الحميد بن باديس عندما أثيرت قضية حرية المرأة ومساواتها بالرجل »نحن نريد نساء يلدن لنا رجالا يطيرون، لا أن يطرن بأنفسهن«... المقولة عمرها سبعون سنة ولا شيء يطير عندنا سوى الأوهام. * فعندما تحتل شركة الخطوط الجوية الجزائرية المركز مئة وثلاثة عشرة ضمن مئة وخمسين شركة طيران عالمية فمعنى ذلك أننا مازلنا مشلولين تحت الأرض، والحلم بالطيران إذا لم يتحقق تزامنا مع ثرائنا النفطي الحالي لن يتحقق مستقبلا أبدا.. فهل عقرت البطن الجزائرية عن إنجاب شركة خطوط جوية تقدم لزبائنها على الأقل خدمة توازي ما يدفعون من فاتورة هي الأغلى ضمن كل خطوط العالم الجوية * لا يمكن للاقتصاد وللمجتمع أن يتقدم من دون حركة نقل متطورة، ولسوء الطالع أننا مازلنا لم نحرك ساكنا في هذا المجال، حيث فشلت كل المحاولات في بعث حركة نقل قوية إذ عجزنا بحريا رغم ساحل يمتد على مساحة ألف كيلومتر، ونجتر لحد الآن مشاريع سكة حديدية بلغ عمرها القرن، وتلاقي مشاريع التحديث من ترامواي وميترو وتليفيريك حواجز بيروقراطية لم تبخرها الملايير من الدولارات التي تتهاطل مع غيث النفط المتدفق، وجاءت الصفعة الآن من الجمعية الدولية للطيران لتقول لنا إن الذي فشل في الجو لا يمكنه النجاح على الأرض، فالطيران بدايته أرض ونهايته أرض، فمنظومة النقل عندنا لم ترحم من في الأرض ولا من في الجو رغم أن الله رحمنا بمواد أولية هي المكون الأساسي لوسائل النقل الجوية وأشعلت الدول الصناعية أسعارها ومع ذلك لم يأت ترتيبنا أحسن إلا من السودان وإثيوبيا والصومال، وهي دول تنهشها الحروب والمجاعات وربما لا تمتلك أصلا طائرات.