تعرف العلاقات بين حركة حماس وإيران حالة من الفتور، وهو ما ترجمته الاتهامات التي وجهتها طهران لحليفتها السابقة في قطاع غزة، بأنها أرسلت المئات من عناصرها لمساندة قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في الحرب ضد الحوثيين، بالمقابل تعرف العلاقات بين حماس والعربية السعودية انتعاشا، عكسته زيارة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل إلى المملكة ولقائه كبار المسؤولين هنالك. نفت حركة حماس ما نشرته وكالة أنباء فارس الإيرانية عن اتفاق بين السعودية والحركة للمشاركة بنحو 700 من مقاتليها في عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، ووصفت ذلك ب"الأكاذيب التي تهدف للتشويش على زيارتها الناجحة للمملكة". وسألت "الشروق" الناطق الرسمي لحماس سامي أبو زهري، عن تلك التهم، فأجاب قائلا: "ما ورد في وكالة فارس كلام فارغ لا يستحق الرد، والجميع يعلم موقفنا من القضايا العربية وهي عدم التدخل، ونتيجة لهذه المواقف الثابتة منا تعلم كل الأنظمة العربية أنه لا يمكن لها أن تطلب دعما لها منا"، وتابع "الوكالة المذكورة تعمّدت تلفيق اتهامات مغلوطة وعارية من الصحة دون تقديم دليل واحد على مزاعمها.. أعود وأكرر ما ذكرته كلام فارغ". ويقر القيادي الكبير في حماس، ضمنيا، بوجود نوع من الفتور مع النظام الإيراني الذي عرفه عليه "دعمه" للحركة، ويذكر أبو زهري "في فترة سابقة عقدت لقاءات في الخارج مع المسؤولين الإيرانيين، لتفعيل العلاقات مع حماس، التي هي حريصة على تطوير علاقتها مع الجميع"، ويستطرد "بالنسبة لنا في حركة حماس، حريصون على إقامة علاقات متوازنة مع الدول العربية والإسلامية ومع جميع من يدعم القضية الفلسطينية، وتطوير علاقتنا مع جهة ما لن تكون أبدا ضد جهة أخرى، نحن بحاجة إلى الجميع". لكن الكثير من المصادر، تشير إلى وقف الدعم الإيراني لحماس، والذي ازداد توترا بعد وقف الحركة لنشاط حركة "الصابرين" الشيعية التي لا تنفي ولاءها المطلق للحكومة الإيرانية، بالإضافة إلى كون شعارها هو نسخة شبيهة بشكل كبير لشعار "حزب الله" اللبناني، فيما تعلّق صور الخميني على جدران مقراتها. وما زاد من الغضب الإيراني على حماس، هو التقارب الذي حصل بين هذه الأخيرة والنظام السعودي، وكان آخر فصوله الزيارة اللافتة لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل مؤخراً إلى الرياض بعد فترة جفاء كبيرة بين الطرفين، وعن الزيارة، قال أبو زهري للشروق "زيارة الأستاذ خالد مشعل للإخوة في المملكة العربية السعودية دشنت لمرحلة جديدة في العلاقات بين حماس والمملكة، واعتقد أنه تطور ايجابي واستراتيجي، فقد مكنت من حلحلة الانسداد الذي كان سائدا، ونعتقد أن تطوير العلاقات مع السعودية، سيتبلور بكثير من الإيجابية على القضية الفلسطينية".
صحيفة لحزب الله: حماس تقترب خطوة من الرياض وتبتعد خطوتين عن طهران رأت صحيفة لبنانية تصنف بأنها تابعة لحزب الله، أن "زيارة وفد حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى العاصمة السعودية الرياض، جعل الحركة في المنظومة العربية التي تعادي طهران". وذكرت صحيفة "الأخبار" أن "هذه الزيارة التي وافقت عليها الرياض، بناء على طلب مسبق، جاءت في لحظة سياسية فارقة، وتحديدا بعد الاتفاق النووي الإيراني"، منبّهة إلى "غياب أي بيان أو إفادة معلنة عن تهنئة كانت تعتاد حماس أن تقدمها لدولة مثل إيران في مناسبة مثل الاتفاق النووي". واستعرضت الصحيفة في تقريرها الإخباري، وفقاً لوكالة "سما"، اللحظات والاتصالات التي تمّت وسبقت الزيارة، إذ ذكرت أنه "بعد قطيعة دامت عامين بين المملكة السعودية وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، زار رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، المملكة خلال عيد الفطر والتقى الملك سلمان بن عبد العزيز، مبشرا بذلك بفتح صفحة جديدة مع الرياض". وأعطت الصحيفة مساحة في تقريرها، حول ما نشر في وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، ونشرته "عربي21"، إذ قالت إن "مشعل تقدم بطلب للحصول على 20 مليون دولار شهريا، فيما طلب ولي العهد من مشعل استئجار 700 مقاتل فلسطيني ممن تم تدريبهم على تكتيكات حزب الله اللبناني، لأنهم الوحيدون الذين لديهم القدرة على مواجهة الحوثيين". وتوقفت الصحيفة في سياق التدليل على بعد المسافة بين حماس وطهران، عند تصريحات الناطق الرسمي باسم حركة حماس؛ سامي أبو زهري، تعليقا على ما نشرته "فارس"، إذ نفى بدوره ما ذكر، واصفا إياه ب"مجرد أكاذيب".