أقدم عشرات المواطنين، صبيحة الثلاثاء، رفقة عدد من الجمعيات وممثلي المجتمع المدني على الاحتجاج أمام المدخل الرئيسي للمؤسسة العمومية الاستشفائية لعين وسارة بالجلفة، للمطالبة بإيفاد لجان تحقيق وزارية للوقوف على حجم معاناة المرضى، حاملين لافتات تحمل انشغالاتهم، من بينها "أنقذوا أمهاتنا الحوامل من الجزر والإهمال"، "لجنة تحقيق تكشف المخفي .. الأعمى يشوفها"، "طبيب عام للأمراض الداخلية والاطفال والنساء والتوليد والسرطان وكل الأمراض"!، "النظافة كارثة، الماء لا يوجد في بيوت الخلاء وأشياء اخرى عيب ذكرها". جاءت الحركة حسب عدد من المحتجين بعد تدهور الأوضاع داخل المؤسسة، وحملت رسالة موجهة إلى وزير الصحة والسكان استلمت "الشروق" نسخة منها عدة تجاوزات من بينها الدوام الذي يعمل به الأطباء المتخصصون ستة أيام فقط في الشهر لم يسبق وأن عمل به طبيب في أي مؤسسة استشفائية، والنقص الفادح في القابلات والأطباء المختصين في طب النساء والتوليد مما عرض عددا من النساء الحوامل إلى خطر الموت رفقة مواليدهن، إضافة إلى قدم المعدات الطبية وانعدام بعضها مما صعب من عمل الأطباء والممرضين، وقلة سيارات الإسعاف واهتراء بعضها مما يضاعف من معاناة المرضى أثناء نقلهم من وإلى المستشفى، وكذا الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي . وطالب المحتجون يإعادة النظر في تهيئة مصلحة تصفية الدم والالتزام بقرار اللجنة الطبية وربطها بالمولد الكهربائي الجديد المرفق مع عتادها ومنع الزيارات العشوائية للمصلحة، توظيف سيدة كعون أمن للتدخلات العادية في الأقسام النسائية، خاصة مصلحة التوليد، توفير الأمن داخل المؤسسة، إضافة إلى التحقيق في تبريرات غيابات المختصين بالصيانة وإلزامهم بالالتحاق بأعمالهم، وتوفير التغذية الجيدة للمريض كما ونوعا، وتوفير الأغطية والأفرشة اللازمة له، مع فتح نقطتي مداومة ليلية للتخفيف عن مصلحة الاستعجالات الطبية ودعمها بطبيب إضافي، وفتح تحقيق في كيفية معالجة النفايات الطبية التي يخلفها المستشفى نظرا لتعطل آلة الحرق منذ أكثر من 8 أشهر. كما نظم شاغلو المناصب العليا لشبه الطبي وقفة احتجاجية داخل أسوار المستشفى من أجل المطالبة بدفع مستحقاتهم والمخلفات المالية ابتداء من 2008، مؤكدين في رسالة تحوز "الشروق" نسخة منها بأنهم وجهوا العديد من المراسلات للجهات المعنية دون تلقي أي رد، ولدى اتصالهم بمدير المؤسسة أكد لهم بأن الأمر يتجاوزه. من جهته لم يخف مدير المؤسسة العمومية الاستشفائية لعين وسارة في حديثه ل"الشروق" بأن هناك تأخرا كبيرا في دفع مستحقات شاغلي المناصب العليا، وأضاف بأن مدير الصحة والمفتش العام للولاية قد حضرا بعد تلقي إشعار بالإضراب وتم اتخاذ قرارات هي الآن حيز التطبيق، لكنها ستأخذ وقتا، وسيتم التكفل بانشغالهم، وبخصوص نقص القابلات، فأكد بأنه مشكل وطني يتعالج، لكن بمرور سنوات، وأن المصلحة تعاني نتيجة تواجد أربع قابلات في عطلة مرضية، وأضاف بأن الوزارة عينت طبيبين مختصين في طب النساء والتوليد ولم يلتحقا بعد، وبخصوص المعدات الطبية فأكد بأنه تم أخذ بعض المعدات على عاتق المؤسسة، خاصة بمصلحة الاستعجالات، ومصلحة طب الاطفال، وأن الصفقة في طور الإنجاز وتخضع لقانون الصفقات العمومية، وبخصوص قلة سيارات الإسعاف، فأكد بأن هناك عملية مسجلة على مستوى مديرية الصحة لاقتناء عدد من سيارات الإسعاف، ومن دون شك ستستفيد المؤسسة منها، وبخصوص انقطاع التيار الكهربائي يعود إلى قدم الشبكة داخل المؤسسة، وقد تم اتخاذ اجراءات من أجل التخفيف من الضغط على مصالح المؤسسة، أما فيما يخص كيفية معلجة النقايات الطبية، فأضاف بأن هنالك عملية على مستوى مديرية الصحة لاقتناء ما يسمى ب"الباناليزور" من أجل القضاء كليا على هذا المشكل.