اشتكى سكان كل من قرية امسذورار ببلدية السحاريج وسكان مركالة بتغزوت في البويرة، خلال الأيام الأخيرة، من الهجمات المتكررة لقردة الماغو، هذه الأخيرة التي هجرت أعالي الجبال والغابات لتقتحم القرى والتجمعات السكانية والطرقات في رحلة بحثها عن الغذاء بعد أن نجت من ألسنة النيران، وشكل ذلك تهديدا مباشرا على حياة سكان المنطقة وفلاحتهم التي تعد مصدر رزقهم الأساسي، خصوصا وأنه خلال الفترة الأخيرة تعرف ظاهرة اقتحام القردة للقرى استفحالا ملفتا. أصبح قاطنو قرية "امسذورار" ببلدية السحاريج يعيشون تحت رحمة قردة الماغو، التي سببت مشاكل عديدة نغصت حياة السكان، خاصة وأنها تتسلق جدران المنازل وتقف على النوافذ وتعمد على تكسير زجاجها للمطالبة بالطعام بشكل أساسي، ما جعلهم مضطرين للدفاع عن أنفسهم، ومحاولة تفريق الجموع الغاضبة من القردة، باستخدام مرشات المياه لإبعادها عن المنازل، كما تسببت القردة يوميا فى حالة ذعر للنساء والأطفال بسبب مهاجمتهم المستمرة في الطرقات، الأمر الذي جعل السكان يخشون الخروج من بيوتهم. وحسب سكان المنطقة والذين اتصلوا بالشروق لطرح انشغالهم فإن قريتهم غير البعيدة عن الحظيرة الوطنية جرجرة، عرفت هجومات متتالية للقردة التي اتخذت من مختلف الأشجار المثمرة غذاء لها، مكبدة سكان القرية خسائر فادحة، وهي الحوادث التي خلفت الرعب في وسط السكان المحليين الذين لم يتمكنوا من مقاومة هجومات القردة والدفاع عن أملاكهم. وبقرية "مركالة" ببلدية تغزوت وقفنا عن قرب على حجم الخسائر التي تكبدها القرويون، خاصة أشجار التين، التي أتلفت ثمارها ورميت على الأرض وكسرت أغصانها، والأمر نفسه بالنسبة لفاكهة العنب والإجاص والتفاح واللوز وأكثر من ذلك، أكد سكان "مركالة" أن القردة تستهدف كل المحاصيل الزراعية، بأكلها أو إتلافها قبل نضجها على غرار الطماطم، البطاطا، السلطة، الخرشوف، البطيخ، البصل وغيرها من المحاصيل الزراعية، مؤكدين أنهم راسلوا عدة مرات الجهات المعنية، خاصة محافظة الغابات، لكن لا أحد استجاب لشكاويهم ما جعلهم يعانون في صمت ويواجهون القردة بوسائل تقليدية بالقرع فى الصفائح الحديدية، وهذا أمام غياب آليات محاربة الظاهرة، حيث أصبحت القردة تتوغل وسط التجمعات السكانية بكل حرية.