كشفت السلطات الأمنية التونسية عن أكبر معسكر لتدريب الإرهابيين أقامته كتيبة عقبة بن نافع في جبال محافظة الكاف، شمال غربي البلاد، والتي تتخذ منها معقلا لها ما بدا مؤشرا على "الخلايا الجهادية". وأكدت مصادر أمنية أن وحدة مكافحة الإرهاب تمكنت من اكتشاف أكبر معسكر لتدريب الإرهابيين في سلسلة جبل ورغة التابع لمحافظة الكاف أقصى شمال غربي البلاد، وذلك بعد توفر معلومات استخباراتية تؤكد وجود عناصر في المنطقة الجبلية، فقامت بزرع مخبر أمني تولى مراقبة المكان ليكتشف أكبر معسكر للتدريب على فنون القتال وكيفية القيام بهجمات على مؤسسات الدولة والمنشآت الحيوية. وعثرت الأجهزة الأمنية داخل المعسكر على أسلحة ومعدات ومجموعة من المنشورات التكفيرية وكمية من المؤونة الغذائية وخيما تم صنعها بقطع من الأقمشة البالية، وتم أيضا العثور على أوكار يستعملها الإرهابيون لحراسة المعسكر والاختفاء داخلها عند أيّ هجوم عليها من قبل قوات الأمن. وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها الأجهزة الأمنية عن اكتشاف معسكر لتدريب الإرهابيين داخل الأراضي التونسية، حيث كانت تؤكد بأن الإرهابيين يتسللون إلى ليبيا، أين يتلقون تدريبات في معسكرات تقع في الصحراء يشرف عليها سيف الله بن حسين، أمير تنظيم أنصار الشريعة المصنف تنظيما إرهابيا، ثم يعودون إلى تونس للقيام بهجمات مستفيدين من حالة الإنفلات الأمني التي يشهدها الشريط الحدودي الجنوبي مع الجارة ليبيا. وعلى الرغم من إقرارها بأن الجبال الغربية لتونس باتت معاقل للجماعات الإرهابية وفي مقدمتها كتيبة عقبة بن نافع التي كانت بايعت في وقت سابق تنظيم الدولة الإسلامية، فقد أشّر اكتشاف أكبر معسكر على أن السلطات الأمنية نجحت في إحباط مخطط خطير يهدف إلى نقل معسكرات تدريب الارهابيين التونسيين من ليبيا إلى داخل تونس. وتقول السلطات الأمنية إن من أشد التنظيمات الإرهابية التي تشكل خطرا على البلاد هي جماعة الولاء لتنظيم الدولة، كما أكدت السلطات الأمنية نجاحها خلال الشهرين الماضيين في تفكيك 15 خلية إرهابية تابعة لتلك التنظيمات، وتقول السلطات كذلك أنها كثفت خلال الأشهر الماضية من جهودها لمكافحة الجماعات الجهادية وقادت تلك الجهود إلى تفكيك العشرات من الخلايا وضيّقت عليها الخناق ما دفعها إلى التسلل من داخل المدن باتجاه الأرياف، فيما تم إيقاف أكثر من 1000 عنصر تكفيري منذ الهجوم على متحف باردو. وإزاء ارتفاع منسوب مخاطر الأوضاع في ليبيا على أمنها، شرعت تونس في إنجاز منظومة وقائية تمتد على طول الشريط الحدودي الجنوبي الشرقي مع ليبيا لوقف تسلل الجهاديين إلى داخل البلاد تشمل خنادق وسواتر رملية ومنظومة مراقبة إلكترونية.