يعد ملف التشغيل بولاية بجاية من أكثر الملفات الحساسة، نظرا لما يسببه من احتجاجات في أوساط البطالين وطالبي العمل، حيث لا يزال هذا الملف يراوح مكانه من خلال فشل المسؤولين المحليين في إيجاد حلول موضوعية في ظل ما بات يعرف بالخروقات المسجلة والاختلالات الحاصلة في هذا الملف الشائك الذي أرق البطالين الذين انتفضوا في الكثير من المرات احتجاجا على استمرار أساليب الإقصاء والتهميش بالمؤسسات. ويضاف إلى ذلك عدم جدية المسؤولين المباشرين على ملف التشغيل في التعاطي مع المشاكل والانشغالات المطروحة من قبل إطارات المستقبل البطالين منها طريقة التوظيف المباشر والشروط التعجيزية، بالإضافة إلى عجز الجهات المكلفة بالرقابة عن فرض هيبة الدولة في وجه المخالفين للقوانين المنظمة لليد العاملة وسوق الشغل حسب العديد من الشبان، كما تعتبر الاحتجاجات المستمرة والاعتصامات المتكررة التي يقوم بها البطالون أمام المقرات الرسمية من المظاهر السلبية التي أفرزتها ظاهرة البطالة المتفشية بشكل رهيب بالمنطقة، كما تعكس بلا شك مرارة الأوضاع التي يتخبط فيها البطالون، حيث تروي هذه الشريحة طرائف ونوادر عن الاختبارات المهنية كاشتراط إتقان اللغات الأجنبية بالنسبة لعون إداري أو سائق وحتى حارس، بالإضافة إلى الخبرة في العمل لأزيد من 5 سنوات واشتراط المستويات التعليمية في أعمال مهنية بسيطة، وتعتبر فئة البطالين كل هذه الحجج الوهمية ومبررات غير مقنعة لإبعادهم عن مناصب العمل المتاحة، علما أن الغالبية منهم لا تتوفر على هذه الشروط والمؤهلات، الأمر الذي يفتح الباب واسعا أمام التوظيف المباشر الذي يخضع إلى أساليب المحاباة والطرق الملتوية، وهو ما ندد به إطارات المستقبل البطالون، محذرين من العبث بمصير الشباب البطالين الذين فقدوا الثقة في الإدارة المحلية وسئموا من الحلول الترقيعية والوعود الكاذبة، معتبرين خروج البطالين للاحتجاج في الشارع كل مرة مؤشر خطير، ووجهوا دعوة للجهات المعنية لإيجاد حلول جدية في أوساط الشباب البطالين ببلدية أقبو، واحدة من بلديات الولاية التي يعاني شبابها من البطالة التي نغصت حياتهم وحوّلتها إلى جحيم لا يطاق.