تعاني أزيد من 400 عائلة بقرية "المير" النائية، التابعة لبلدية الحجيرة بورڤلة من التهميش والإقصاء من كافة المخططات التنموية التي أقرّتها مصالح المجلس الشعبي البلدي، وهو ما أكده سكان المنطقة المذكورة في شكاوى تحصلت "الشروق" على نسخ منها، مفادها إماطة اللثام عن وجه العزلة والتهميش الذين تعاني منه ذات القرية النائية والمنسية. تقع قرية "المير" النائية على بعد زهاء 5 إلى 6 كيلومترات إلى الشمال عن بلدية الحجيرة، التي تبعد بدورها عن عاصمة الولاية ورڤلة بنحو 100 كلم، حيث طرح الأهالي القاطنون بهذه المنطقة ل"الشروق" جملة من المشاكل والنقائص التنموية التي نغصت عليهم حلاوة العيش الكريم.
... "المير" قرية من العصر الحجري الأول أطلق زوار قرية "المير" لقب قرية العصر الحجري الأول عليها، حيث تنعدم تماما المرافق العمومية بهذه القرية، أين لا تزال أزيد من400 أسرة تطهو الطعام بغاز البوتان أو الحطب، رغم أن المنطقة تعد حوضا بتروليا وغازيا عالميا، أضف إلى ذلك انعدام التهيئة بالشوارع الرئيسية للقرية وافتقارها للطابع الحضاري المعاصر، فضلا عن مشكل تذبذب توزيع مياه الشرب الذي زاد من حدة المعاناة التي يتخبط فيها أهالي القرية المعزولة الأمر الذي جعلهم يحملون السلطات المحلية المسؤولية.
انعدام المرافق العمومية نغص على المواطنين حياتهم وحولها إلى جحيم يعاني سكان قرية المير النائية من انعدام تام للمرافق العمومية الضرورة لتحسين الإطار المعيشي للسكان، فضلا عن انعدام مرافق التكوين ودور الشباب بصفة كلية، وكذا مركز ثقافي يمكن بنات وشابات القرية، من تعلّم بعض الأنشطة الثقافية واليدوية على غرار باقي الفتيات والشابات. كما اشتكى شباب القرية من انعدام كلي للملاعب الجوارية المعروفة محليا بساحات "الماتيكو"، أضف إلى ذلك افتقار المنطقة إلى المنشآت الرياضية والشبانية، التي من شأنها الحد من توجّه الشباب إلى الآفات الاجتماعية، كالمسابح مثلا وقاعات للانترنيت، التي من شأنها سد أوقات الفراغ ، وبصريح العبارة كل شيء بهذه القرية منعدم ولا أثر لوجود برنامج تنموي ولا ترفيهي.
... نسبة البطالة زادت عن 100 بالمائة بقرية "المير" كما أكد ذات السكان الذين تحدثوا ل"الشروق"، خاصة فئة الشباب منهم على أن نسبة البطالة قد بلغت نسبة 100 بالمائة، حيث إن الكثير من شباب القرية من خريجي الجامعات والمعاهد ولم يستفيدوا من مناصب عمل، وفرع المكتب البلدي للتشغيل بهذه المنطقة لم ينجح في توظيف شباب القرية وإنقاص نسبة البطالة بالجهة خاصة حاملي الشهادات منهم.
... كثبان الرمال سكنت بيوت الأهالي وعزلتهم عن العالم الخارجي تعد مشكلة الكثبان الرملية التي سكنت منازل الأهالي العزل والمعوزين أكبر المعوقات التي نغصت عليهم حلاوة العيش الكريم وحرمتهم من التنقل بحرية داخل منازلهم وأفنية بيوتهم البسيطة، وهو ما أكده الأهالي بنبرة ممزوجة بالألم والحسرة، خاصة أن بعض المنازل القديمة والهشّة منها قد غمرتها الرمال كليا وهي مهددة بالسقوط على رؤوس ساكنيها. هذه المعاناة التي ألمت بالأهالي، ودفعت بهم إلى الاستنجاد في أكثر من مناسبة بالسلطات المحلية على رأسها بلدية الحجيرة التي أرسلت مرة أو مرتين وسائلها لنقل كثبان الرمال، من على الطرقات والشوارع غير أن مجهودها هذا لا يتم بصورة متواصلة للحد بصورة فعلية من زحف هذه الكثبان الرملية.
انعدام خط نقل رسمي أدخل المنطقة في عزلة تامة أدى مشكل عدم تخصيص خط نقل رسمي من وإلى قرية المير النائية، إلى فرض حصار خانق على الأهالي الذين تزداد معاناتهم يوميا، بسبب عدم وجود وسائل نقل يستغلها هؤلاء، في التنقل اليومي من القرية إلى بلدية الحجيرة وبعض المناطق المجاورة، هذا لقضاء مصالحهم اليومية خاصة فيما يتعلق بالتسوق واقتناء المواد المتعلقة بتغذية الإنسان فيها، خاصة إذا ما علمنا أن القرية لا يوجد بها محلات لبيع المواد الغذائية، ولا صيدليات ولا حتى أكشاك للتزود بأبسط الاحتياجات اليومية للمواطنين، حيث يضطر سكان القرية إلى قطع أزيد من 5 إلى 6 كلم مشيا على الأقدام لاقتناء عود الثقاب أو علبة طماطم مصبّرة من بلدية الحجيرة، وكل ذلك بسبب انعدام خط نقل رسمي يوفر على المواطنين هذا العناء الزائد. وحرصا من "الشروق" على نقل انشغالات المواطنين ورأي المسؤولين فيها، اتصلت هاتفيا برئيسي دائرة وبلدية الحجيرة، غير أن هاتفيهما ظلا يرنان دون إجابة تذكر، كما عاودنا الاتصال بنفس المسؤولين، فلم يرد أحد عليها وبعضها مبرمج فاكسا.