أعترف بفضل »رسالة القشيري« عليّ في تغير شبه جذري في تصرفاتي وفي أخلاقي وفي عباداتي! فلقد كنت قبل اليوم قد لا أصلي اليوم كاملا! وأصليه في آخر اليوم أو في الغد! كان »دايمن في الكريدي«!.. كأني كنت أصلي النوافل وليس الفرائض! لم يكن عندي مفهوم قيمي للوقت وللصلاة في وقتها. وأكثر من ذلك.. في المسجد! كنت أصلي »هكذك« لكي أصلي! وعلى رأي المثل كنت أقول:»عراكها ولا تراكها!«.. أي أن كنت أتعارك معها أحسن من تركها! بصراحة.. فكرت أكثر من مرة في تركها!.. فلقد لاحظ صديق يصلي الأوقات في أوقاتها أينما حل وارتحل.. وكنت تلك الأيام ألازمه بسبب ظروف عمل ظرفي.. فلاحظ أني صليت الظهر ركعتين فقط والعصر نفس الشيء.. والمغرب واحدة! فقال لي: ما بك تختصر الصلاة بهذه الطريقة التي لا هي جمعا ولا تقصيرا.. بل »جمع تكسير«! قلت له: راني.. نق نق ننقص.. باغي نننن.. ننن ننن نحبسها! (سجائر؟؟). مع الرسالة القشيرية التي استفدت من قراءة المجلد الأول والنصف من المجلد الثاني في 10 أيام الأخيرة.. بفضل جدتي التي كانت توقظني باكرا مع بقية »أفراد« وبقرات العائلة!.. وجدت نفسي بصراحة.. أحسن حالا! جدتي والقشيري، أضف إليهم »الفتوحات المكية«، فتحت لي فتحا جديدا!.. بقي فصل واحد في الرسالة، لم أستطع أن أفهمه (رغم أني لم أفهم الكثير منها.).. بل أني لم أستطع أن استسغه.. هو »باب الجوع«!.. خاصة لما راح يروي قصص »الجائعين« طوعا.. مثل »الحجاج بن فراقصة« الذي بقي في الشام خمسين ليلة لا يشرب الماء ولا يشبع من شيء يأكله!.. وقول »يحي بن معاذ«: »لو أن الجوع يباع في السوق لما كان ينبغي لطلاب الآخرة إذا دخلوا السوق أن يشتروا غيره!«!!.. بصراحة! الجوع ليس سهلا... كما كل المسائل التي ذكرها القشيري في رسالته.. لكن الجوع pa pa pa pa!..أنا الذي يأكل أكثر مما يتنفس! (لهذا يلقبني البعض »شبعان« وليس »شعبان«.. ولا تجدني غائبا في أية جنازة أو حفل أو مناسبة!.). مع ذلك.. أعترف أن شهيتي قد قلت في رمضان هذا.. لست أدري إن كان السبب هو الرسالة القشيرية أم الفتوحات المكية أو جدتي! جدتي لا تأكل كثيرا.. بقيت محافظة على رشاقتها لولا ضعف البصر والسمع وعمرها أزيد من قرن ونصف! (نسميها في البيت للضحك: ذات القرنين!.. لأننا كلنا .. أو معظمنا نتمنى لها أن تعمر قرنين.. لتصبح بالفعل »ذي القرنين« مؤنث سالم! لم أعد آكل كثيرا، ربما لأني صرت أسهر مع القرآن ومع التراويح ثم التهجد.. وقلة النوم أيضا! لست أدري.. المهم أن شيئا ما حدث في رمضان.. (عندما أفطر.. سأكمل! الله غالب الجوع والعطش غلبني اليوم لأني لم آكل إلا ربع وجبة عملا بنصائح القشيري!.. هذه أول تجربة حمية ربانية!).