حلت مساء اليوم ببيت »شعبان«، على الساعة السابعة والنصف مساء بالتوقيت المحلي، أي قبل نحو ربع ساعة من آذان المغرب... المصون حماتي!.. حلت هكذا علينا بدون إنذار مسبق (بوجود خطر وشيك!!) زوجتي، راحت ترحب بها وبالأحضان.. فيما رحت »أمص الملح«! تصور: حماتك في بيتك.. لوحدها!!.. فما بلك مع جدة!.. أي القط والفأر! لازلت لم أقم بتحريات فيما إذا كانت زوجتي هي التي دعتها لكي تغلب فئتها على فئتي: أصل المسألة أنه عندي 5 بنات.. وكلهن يفضلن جدتهم.. أي جدتي أنا.. ولا يحبون »جلدتهم«، أي »يمّات يماهم!«.. وفي المقابل عندي 5 أبناء، يحبون »جلدتهم« لأمهم ولا يحبون جدتهم لأبيهم!.. راسيزم!!.. أو ربما »أوديب« (أو.. ذيبة!!).. الليلة هذه إذن، كانت بداية تسخين عضلات لمنافسة على أشدها في هذا البيت!.. هكذا فكرت الله يسمح لنا! أنا من جهتي، صرت أقل كلاما (أصلا لا أتكلم كثيرا.. لأني رغم كثرة الكلامي إلا أن الفائدة قليلة!.. أتحدث ربع ساعة للتعبير عن جملة قصيرة بفعل وفاعل ومفعول!).. صرت أقرأ القرآن سرّا، أكثر من ذي قبل بسبب طول النهار.. بعد أن تخلصت »بالسيف علي« من النوم المطول والسهر المجاني التافه مع التلفزيون أو في المقاهي!.. الإمام القشيري والشيخ الأكبر قد كان لهما دور أساسي، أكملته جدتي وضيوفي المرغوب فيهم وغير المرغوب فيهم!.. الحمد لله! فقد صرت أصلي في المسجد معظم الأوقات.. وصرت أحاول أن أتغلب على لساني لكن.. »الله غالب«! حدث معي هذا المشكل منذ كنت في الخامسة من العمر.. أي بعد أن بدأت التكلم! »ما فرحت بروحي«.. حتى حدث الحدث! كنت أحب كلبي »طايو«.. الذي ربّيْته جروا.. إلى أن صار بحجم الحمار الصغير! كلبا رائعا.! لا ينبح إلا في الصح! وجاء ذات ليلة القرار! قرار من الجبهة بتصفية الكلاب كلها خلال أسبوع لأنها تشوش على حركاتهم الليلية وتوقظ العسس الفرنسي! وفي اليوم الثاني، كان أبي يجر »طايو« ويعلقه في شجره خروب! صرخت وبكيت غدا لما رأيت »جثمانه« معلقا.. وتوقف لساني عن التحدث!.. توقف عندما بدأ! الحمد لله أن حماتي، لم تأت لقضاء ما تبقى من رمضان كما كنت أخشاه، لأنه في أمسية الغد، كانت زوجتي تكلفني »بتسفير« أمها في الحافلة نحو قريتها! فقبلت المأمورية بكل »فخر واعتزاز«!..(حوجي..! هذاك ما نبغي!) في المساء، لما عدت من المهمة، راحت زوجتي تقول لي: واش به فمك راك اكحل؟..! نظرت في المرآة ورحت أجيبها وأنا أمسح: كن كن كن كنت نسلم على أر ارر أرر أروض نتا نتا نتاع الكا الكا الكا الكااااار!