يعيش القطاع الصحي بعنابة، على وقع فضيحة إنسانية وطبية من العيار الثقيل، بعد حقن كمية من الدم، في جسم الطفل محمد الذي كان يعاني من مرض فقر الدم، ليتم تزويده خلال كل أربعة أشهر بشحنة من الدم بمستشفى عبد الله نواورية بالبوني بعنابة. محمد من مواليد سنة 2011، خضع إلى عملية التزوّد بالدم منذ سنة 2012 بالمستشفى المذكور، لكونه يعاني فقر الدم. وبتاريخ العاشر من جوان 2015، كانت آخر عملية للتزوّد بالدم من أجل ختانه بنفس المستشفى. فمرض الصغير محمد باللوزتين، فطلب الطبيب المختص من أب الطفل تحاليل من أجل معالجته، وكانت نتيجة تلك التحاليل فاجعة كبرى وصاعقة للعائلة، نزلت على رأس والديه، لكون التحاليل كشفت أن الطفل مصاب بداء السيدا، ولم يصدق الوالدان ولكن معاودة التحاليل أكدت المصيبة. وللتأكد من مصدر تسلّل هذا الفيروس إلى جسم الصغير، طلب الطاقم الطبي، من أمه وأبيه إجراء نفس التحليل فكانت النتيجة سلبية، وتأكد الأطباء أن الداء منقول حديثا من حقنة دم . الأب، محمد الهادي، الذي زارته "الشروق اليومي" بمقر سكناه الكائن بإحدى بلديات ولاية الطارف الغربية والقريبة من مدينة عنابة والذي رفض ذكر لقبه حفاظا على معنويات ابنه الصغير، وجدناه رفقة شقيق زوجته السيد طارق، يندبان حظهما ويرفعان نداءهما بمرارة إلى وزير الصحة والسكان السيد عبد المالك بوضياف، للوقوف شخصيا على هذه الكارثة التي قد تكون استهدفت العشرات من الضحايا الأبرياء من الأطفال من أمثال محمد. أما السيد قاسمي علي مدير مستشفى عبد الله نواورية بالبوني، الذي لم يمر على تنصيبه على رأس المؤسسة إلا بضعة أشهر ولمجرد علمه بالقضية عن طريق الشروق اليومي، سارع إلى فتح تحقيق على مختلف الأصعدة للوصول إلى الأسباب التي نقلت فيروس الموت إلى الطفل محمد. ووعد في تصريح له للشروق اليومي بأنه سيوافي كل الجهات المعنية بنتائج التحقيق بما في ذلك والدا الطفل الضحية.