توفي رضيع عمره ستة أشهر في مستشفى بارني بحسين داي، بسبب خطأ طبي وقعت فيه الطبيبة المعالجة له والممرضة المتربصة، الاثنتان كانتا مداومتان في تلك الليلة، وأعطت الطبيبة أمرا للممرضة المتربصة بوضع كيس من الدم للرضيع، لتعويض الدم الذي تم انتزاعه من جسمه من أجل التحاليل، على أساس أن يغادر المستشفى في الصباح، لكنه في الصباح غادر المستشفى جثة هامدة، حيث نسيت الممرضة والطبيبة مراقبته كل ساعتين مثلما هو معمول به، وتركتا جسم الرضيع يمتص الدم طوال الليل إلى غاية السابعة إلا عشرين دقيقة صباحا، ونتيجة ذلك امتص جسم الرضيع كمية تقدر ب 530 ميليلتر من الدم أي عشرة أضعاف ما يحتاجه جسمه الصغير، وهي كمية تناسب شخصا بالغا، في حين أن الرضيع يحتاج فقط إلى 50 ميليلترا من الدم. عبد الرحمن دخل مستشفى بارني بحسين داي في 16 فيفري الفارط إثر إصابته بالحمى الشديدة، وعندما أجروا له التحاليل اكتشفوا بأن سبب الحمى هو التهاب بولي، وطلبوا من أمه المكوث معه في المستشفى بضعة أيام ليعالج، وهكذا دخلت الأم مع رضيعها إلى المستشفى يوم 16 فيفري الماضي، وكانت الطبيبة المعالجة للرضيع تخضعه يوميا للتحاليل الدم والبول، لمراقبة الإلتهاب البولي، وهو عبارة عن ميكروب في البول، إلى أن تأكدت من شفائه تماما من الإلتهاب، ولكنها بعد مرور أسبوع كامل من التحليل أصيب الرضيع بفقر دم حاد وصل إلى "درجة 4"، جراء كميات الدم التي انتزعت من جسمه من أجل التحاليل، فقررت الطبيبة المعاجلة وضع كيس من الدم للرضيع. وتقول باركي حبيبة والدة الرضيع "ظننت أنهم سيعالجونه من فقر الدم الحاد الذي أصابه جراء خضوعه لتحاليل دم كثيرة، حيث كانوا ينتزعون الدم من جسمه يوميا لإجراء التحاليل، مما أدى إلى تطور فقر الدم الخفيف الذي كان يعاني منه إلى فقر دم حاد، عندها اتخذت الطبيبة قرارا بوضع الدم له، على أن يغادر المستشفى في الصباح، كنت أرقد إلى جانب ابني في مصلحة الاستعجالات الطبية للأطفال والإقامة القصيرة ببارني، رأيت جسم ابني يمتص الدم طوال الليل، لكن لا أحد أخبرني بأنه يجب نزع الكيس بعد ساعتين أو ثلاث، ظننت أنه أمر عادي، وأنه جسمه يجب أن يمتص كل الكيس لكي يشفى من فقر الدم، وفي تلك الليلة لم تعاينه لا الطبيبة ولا الممرضة طوال الليل، بينما كانت الممرضة الرئيسية غائبة وحلّت محلها ممرضة متربصة، وعند السابعة إلا عشرين دقيقة، جاءت إليه الممرضة فوجدت، جسمه منتفخا، لونه أحمر داكن، ولون لسانه أصبح مثل لون الكبد، وارتفعت درجة الدم في جسمه من أربعة إلى 12 في حين أنها كان يفترض أن ترتفع إلى 6 فقط، أي أنها ارتفعت إلى الضعف، وعندها قامت الطبيبة بتوبيخ الممرضة، لماذا لم تنزع كيس الدم عندما وصل إلى 50 ميليلترا، لماذا تركته إلى غاية الصباح؟، ولكن الممرضة أجابت أنها متربصة ولم يسبق لها أن عملت هذه الأمور، وأن الطبيبة لم تطلب منها نزعه أو مراقبته، وبدأت الاثنتان تتبادلان التهم أمام الأم التي كانت تسمع، وأصيبت بصدمة لهول ما حدث لفلذة كبدها. وتحكي الأم بمرارة ما حدث لابنها "إبني غرق في الدم، وجدوه كتلة حمراء، دماغه وأحشاءه كلها غرقت في الدم، ثم بدؤوا يتبادلون التهم، ونقلوه على جناح السرعة إلى غرفة الإنعاش، وشرعوا في إفراغ الدم من جسمه لتغطية الفضيحة، لكن قلبه لم يتحمل ولم يستطع ضخ كميات الدم الهائلة، فتوقف عن النبض، وتوفي الرضيع فورا. وقرر والدا الرضيع اللذان جاءا إلى مقر الشروق اليومي مفجوعين لما حدث لفلذة كبدهما، رفع دعوى قضائية ضد الطبيبة التي كانت تعالجه، لأنها لم توضح للممرضة المتربصة ما عليها فعله، ولم تطلب منها مراقبة الكيس، وقال والدا الرضيع إنهما يملكان كل الوثائق والتحاليل التي تثبت أن الرضيع شفي من الميكروب البولي الذي ينتقل إلى الدم كما ادعت الطبيبة لتغطية خطئها وإهمالها.