كشفت نتائج أولية فشل حزب الجبهة الوطنية اليمين المتطرف في الفوز بأي منطقة في الجولة الثانية من الانتخابات الجهوية في فرنسا. وأظهرت النتائج الأحد 13 ديسمبر أن حزب الجبهة الوطنية، المناهض للهجرة، بزعامة مارين لوبان، يبتعد عن الفوز في الانتخابات، رغم تقدمه في الجولة الأولى. وكانت استطلاعات الرأي مترددة في حسم معترك من يفوز في هذه الانتخابات التي شكلت سابقة خطيرة في تاريخ فرنسا قبل 18 شهرا من الرئاسيات عام 2017 التي باتت زعيمة الجبهة الوطنية تعتبرها في متناولها. وأشارت استطلاعات الرأي قبل الإعلان عن النتائج النهائية للجهويات، إلى احتمال هزيمة مارين لوبان (47 عاما) المرشحة لرئاسة منطقة «نور با دو كاليه/ بيكاردي» بفارق ضئيل أمام مرشح اليمين عن حزب الجمهوريين كزافييه برتران، الذي يستفيد من انسحاب المرشح الاشتراكي وتنازله له بعد هزيمته في هذه المنطقة ذات التوجه اليساري تاريخيا. كما أن ماريون ماريشال لوبان (26 عاما)، ابنة شقيقة مارين، تواجه خطر هزيمة بفارق ضئيل في انتخابات رئاسة منطقة «بروفانس-آلب-كوت دازور» بعد انسحاب المرشح الاشتراكي لصالح مرشح الجمهوريين كريستيان أستروزي. وقد تسمح سياسة «الجبهة الجمهورية» هذه، التي دعا إليها اليسار الحاكم لتشكيل حاجز أمام الجبهة الوطنية، بإنقاذ الأساسيات بالنسبة للأحزاب التقليدية في هاتين المنطقتين اللتين يتجذر فيهما الحزب الشعبوي. غير أن الجبهة الوطنية حلت في الطليعة في الشرق أيضا، حيث رفض المرشح الاشتراكي الانسحاب رغم توجيهات حزبه، وفي منطقة «بورغونيه/ فرانش كونتي» (وسط شرق). ولم يتمكن اليمين، الذي يطرح نفسه في موقع البديل ليسار خسر مصداقيته بعد ثلاث سنوات ونصف من ولاية فرانسوا هولاند، من تدارك انتقال قسم من ناخبيه إلى الجبهة الوطنية، ويظهر في موقع الخاسر الأكبر في الجولة الأولى مع حصوله على نسبة لم تتعد 27% من الأصوات. ورفض زعيمه الرئيس السابق بين 2007 و2012 نيكولا ساركوزي فكرة تشكيل «جبهة جمهورية» بين اليسار واليمين ضد حزب الجبهة الوطنية في المناطق التي حلت فيها قوائم الجمهوريين في الموقع الثالث.