تحوّلت الإقامات الجامعية على مستوى جامعات الجنوب إلى محاشر للإيواء، وهو ما ولد حالة من الإحتقان وسط الطلبة، بسبب جملة المشاكل التي يتخبطون فيها مع عدم تهيئتها وصيانتها منذ سنوات، حيث وجد الطلبة أنفسهم مضطرين إلى القيام بأعمال الصيانة لإصلاح النوافذ والأبواب المكسرة وتنظيف محيط الأجنحة التي تغرق في الأوساخ والمزابل للإيواء في ظروف سيئة. عبّر طلبة جامعتي ورقلة وغرادية، لا سيما الجدد منهم عن استياءهم وتذمرهم الشديدين نتيجة الحالة الكارثية للإقامات الجامعية التي تفتقر إلى أدنى الشروط الضرورية للإيواء، بسبب التراكمات التي تتخبط فيها والنقائص التي تعرفها، ما جعل الطلاب المقيمين يتحولون إلى عمال صيانة ليل نهار، من أجل القيام بأعمال التهيئة وإزالة المخلفات . ..05 طلبة في الغرفة الواحدة أشبه بالمحشر دفع تضاعف عدد الطلاب خلال السنوات الأخيرة بمسؤولي الإقامات الجامعية إلى إدراج 5 طلبة في غرفة واحدة، رغم أنه يتوجب أن لا يتجاوز العدد ثلاثة طلبة، وهو المشكل الذي أرق الطلبة كثيرا، بحكم انعكاساته السلبية على الراحة والدراسة. وكشف الطلبة ل "الشروق" أن عدد الطلبة في الغرفة الواحدة يصل إلى نحو خمسة، أثر سلبا على راحتهم ومراجعة دروسهم، وخلق مشاكل متعددة تصل إلى حد الشجار اليومي. ورغم المجهودات المبذولة لتحسين ظروف الطلبة والطالبات من ناحية الخدمات الجامعية، إلا أن هذا لا يكفي خصوصا مع إزدياد عدد الطلبة، ما جعل الأزمة تتكرر، خاصة فيما تعلق بتوفير الغرف للطلبة، والفوضى التي تعرفها، ناهيك عن حالة دورات المياه الكارثية، التي تفتقر للأبواب، وتنعدم فيها المياه وهو ما زاد من تأزم الأوضاع. وتشهد الأجنحة تسربات كثيرة للمياه، وحالة من التشققات والتصدعات، وهو ما شكل خطورة على المقيمين داخلها، ويروي الطلبة ل" الشروق" معاناتهم القاسية خلال الشتاء، نتيجة مشكل غياب التدفئة في الغرف. ورغم توفر الوسائل التي من شأنها أن توفر التدفئة والماء الساخن، حسب الطلبة غير أنها معطلة منذ أكثر من عشر سنوات وأصبحت عبارة عن ديكورا ، ناهيك عن مشكل الانقطاع المتكرر للماء في الأجنحة، لاسيما بالطوابق العلوية، ما يجعل الطلبة في رحلة بحث عن هذه المادة الحيوية، فضلا عن مشكل السرقة وغياب الإنارة داخل الأجنحة. .. الروماتيزم والأمراض الجلدية تلاحق الطلبة أصيب خلال السنوات الأخيرة مجموعة كبيرة من الطلبة بمختلف الأمراض الجلدية، وكذا أمراض الحساسية، نتيجة تزوديهم بالأغطية والأفرشة القديمة، التي لا تصلح تماما للنوم، مما أدى بدفع البعض إلى جلب الأفرشة من بيوتهم. وذكر بعض الطلبة بجامعتي ورقلة وغرداية، أن غياب التدفئة جعل الطلبة يصابون بأمراض خطيرة على غرار الروماتيزم، ورغم خطورة الأجهزة الكهربائية وقارورات غاز البوتان يضيف الطلبة، إلا أنه لا خيار لهم، علما أن أكبر مشكل يواجههم هو انعدام المناوبة الليلية داخل العيادات بل معظمها مغلق في وجه الطلبة، ما شكل وضعية حرجة بسبب عجزهم عن التنقل للعلاج خصوصا مع انعدام سيارات الإسعاف.