الزميلة إيمان متحدثة الى تامر المهدي في هذا الحوار مع الرئيس المدير العام لشركة أوراسكوم تيليكوم الجزائر، كشف تامر المهدي النقاب عن استراتيجيته الجديدة وأولوياته ومنهجية عمله في تسيير المؤسسة بعد مضيّ 7 سنوات على تواجدها في سوق النقال بالجزائر، مفندا كل الإشاعات التي روجت مؤخرا خبر توقيف استثمارات جازي وبيعها لمتعامل أجنبي... »جازي ليس للبيع«... بهذا العبارة طمأن المدير الجديد أكثر من 14 مليون مشترك. * * وجدت كفاءات جزائرية تفوق الكفاءات الأخرى في شركاتنا بأوربا وآسيا * * الشروق اليومي: نبدأ من الإشاعات التي حامت مؤخرا حول شركة جازي بشأن وجود مباحثات مع ذلك المتعامل الفرنسي للهاتف النقال لشرائها. ما مدى صحة هذا الخبر؟ * * تامر المهدي: الخبر لا أساس له من الصحة وما يُروج مجرد إشاعات... أظن أن هذا المتعامل قد أعلن عن عدم نيّته في الاستثمار في الجزائر ونحن من جهتنا نؤكد أن جازي ليس للبيع وأننا مستمرون في الاستثمار بقوة في الجزائر من أجل تحسين الشبكة والخدمات. * * قد يكون لهذه الإشاعة علاقة بالأزمة التي تعاني منها مؤخرا الشركة الأم أوراسكوم القابضة بسبب نزول قيمة أسهمها في البورصة العالمية. إلى أي مدى تأثر جازي بهذه الأزمة؟ * * الأسهم في البورصة تكون دائما في صعود ونزول مستمر بحسب حالة السوق المالية والقدرة الاستثمارية... صحيح أنه سُجلت تذبذبات بشأن أسهم الشركة الأم، لكن ذلك لم يؤثر على قيمة الشركة باعتبار أن تقييمها يتم بطرق مختلفة ووفق معايير عديدة منها البورصة وأيضا الدخل. الأزمة لم تؤثر على جازي ولا على استثماراتها ولا تعاني الشركة من أي مشاكل وأؤكد مرة أخرى أننا مستمرون في الاستثمار بالجزائر. * * خبر آخر تناقلته بعض وسائل الإعلام مفاده أن سلطة الضبط قد استدعتكم مؤخرا لتقديم توضيحات بشأن عدم احترام شركتكم للتعليمات الخاصة بالشرائح المجهولة؟ هل ذلك صحيح؟ * * سمعت بالخبر واستغربت... لا ليس صحيحا، فالأربعاء الفارط كنت عند سلطة الضبط لتقديم تقرير أسبوعي بشأن عملية التعريف بالشرائح المجهولة. والأمر لا ينطبق عليّ وعلى شركتي فقط، فكل متعامل ملزم بتقديم تقرير دوري لسلطة الضبط يشرح فيه إلى أين وصل في هذه العملية. جازي لم يقم بأي تجاوزات بخصوص هذا الشأن، فقد بذلنا جهدا كبيرا في سبيل إنجاح هذه الحملة ليس فقط تنفيذا لأوامر سلطة الضبط بل لإيماننا، أيضا، بأن المشروع مشروع جاد لمصلحة الدولة. * * ما سرّ كثرة الإشاعات حول جازي في هذه الفترة بالذات؟ * * قد يكون انتقال حسان قباني إلى مصر واستخلافه بمدير جديد أحد الأسباب، خاصة وأن الفراغ الزمني الذي صادف استلام مهامي الجديدة كان فرصة قوية لأعداء جازي حتى يصدروا تلك الإشاعات، لكن القاعدة العامة تقول إن لكل نجاح أعداء. * * إلى أين وصلت عملية التعريف بالشرائح المجهولة؟ أي كم من خط مجهول تم توثيقه إلى حد الساعة وكم بقي؟ * * ليس بوسعي حاليا تقديم أرقام، لكننا قمنا بتوثيق عدد كبير من الخطوط المجهولة والطوابير الطويلة التي تشهدها مراكزنا يوميا تدل على ذلك. الشيء الذي أؤكده هو أننا الشركة الوحيدة التي انتهجت سلسة عروض ترقوية تخدم الحملة قسمناها إلى نوعين: أولا عروض تميّز بين المشترك المعرف والمشترك المجهول، بحيث يستفيد منها فقط الزبون الذي يملك عقد ملكيته لشريحته، وثانيا عروض ترغّب أصحاب الشرائح المجهولة في التعريف بأنفسهم. * * يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الجيل الثالث، هل ترون بأن الجزائريين بحاجة إليه في الوقت الراهن؟ * * دعيني أتحدث عن التجربة المصرية في هذا المجال وأقول إن الجيل الثالث لم يثبت جدواه هناك رغم أنه مرخص له منذ سنتين، لأن هناك فئة قليلة فقط تستعمل تقنياته، وحتى في العالم لم يثبت نجاحه إلا في الآونة الأخيرة، حيث بدأ الاهتمام به منذ سنة فقط. * * هل يمكن إسقاط التجربة المصرية هذه على الجزائر والقول إن الجيل الثالث لن ينجح هنا؟ * * الأمر يعتمد على عدد مستعملي الجيل الثالث والانترنت وكلما كان استعمال المشتركين للانترنت أكبر كان نجاح الجيل الثالث أكبر. هناك تطور في الجزائر فيما يخص استعمال الانترنت وهو ما سينعكس على مستقبل الجيل الثالث هنا والأمر يتعلق بالتوقيت... متى يجب إدخال الجيل الثالث. * * هل جازي مستعد تقنيا لاستقبال الجيل الثالث؟ * * الجيل الثالث يتطلب ترخيصا باستعمال موجات وأجهزة مختلفة عما هو موجود الآن يجب إضافتها إلى الشبكة، وجازي سيعمل على توفيرها فور الحصول على الترخيص. * * اعتاد الجزائريون على حملات جازي التضامنية في رمضان، لكنها غابت هذا رمضان، ما السبب؟ * * نحن مستمرون في حملاتنا التضامنية، لكن الجديد أننا نفكر في مشاريع خيرية تكون على مستوى أوسع وفيها استمرارية أكبر وألا تقتصر فقط على الشهر الفضيل. * * هل لنا بمعرفة ولو خطوط عريضة عن هذه المشاريع التضامنية؟ * * هي قيد الدراسة ولا أريد الكشف عنها الآن. * * مركز معالجة السرطان الذي بادر به جازي في رمضان الفارط إلى أين وصل؟ * * ليس لدي تفاصيل عن الموضوع الآن، لكننا نعد بمشاريع أكثر. * * كيف ينظر المدير العام الجديد لجازي إلى الشركة بعد 7 سنوات من تواجدها في سوق النقال بالجزائر وافتكاكها ل14 مليون مشترك؟ * * جازي من أحسن الشركات وأكبرها في المنطقة في هذا المجال، فيها نخبة من المهندسين والإطارات الجزائرية لديهم مهارات تضاهي أو تفوق المهارات الأخرى في شركاتنا في أوربا أو آسيا، لديها مستوى عالي من الفنيات ومن الشبكة. * * منهجية تامر المصري في تسيير أوراسكوم تيليكوم الجزائر؟ * * تحديد سياسة شاملة وأهداف عامة لإدارة الشركة تُنظم على أساسها ورشات عمل على مستوى الإدارات المختلفة لإنتاج أفكار ومشاريع كيفية تنفيذ هذا الأهداف، فأنا أؤمن بأن هناك علاقة بين الاستراتيجية كعملية نظرية والتطبيق العملي على أرض الواقع. أؤمن أيضا بأنه ليس مهمّا كم تصرف بقدر ما يهم كم سيكون العائد. * * ماذا سيضيف تامر المهدي للشركة من خلال مشاريعه المستقبلية؟ * * هناك مشاريع لتطوير الشركة وتطوير الشبكة والخدمات مستقبلا وتدريب الإطارات الجزائرية لتستوعب التكنولوجيا الجديدة التي ستستخدمها جازي بهدف تقديم أحسن منتج للمستهلك، كما أننا ننوي تأدية دور فعال في التضامن مع المجتمع الجزائري مع احترام قواعد سلطة الضبط. * * أولوياتكم: الحفاظ على 14 مليون مشترك من خلال تحسين الخدمات أم العمل على زيادة هذا العدد؟ * * الإثنان معا. * * هل ترون بأن السوق الجزائرية في مجال النقال مازالت تتحمل مشتركين آخرين والأرقام تشير إلى وجود 28 مليون مشترك؟ * * الأكيد أنها ليست عذراء وأنها في مرحلة قريبة من التشبع، والجزائر متقدمة في هذا المجال بالنظر إلى نسبة عدد المشتركين من عدد السكان مقارنة بالبلدان العربية. ففي مصر مثلا، كان هناك متعاملان »موبينيل« و»فودافون« منذ 1999 ، وفي 2007 دخل مشغل ثالث ومعدل نسبة المشتركين مقارنة بعدد سكان مصر أقل بكثير منه هنا في الجزائر التي خلق فيها دخول متعاملين ثلاثة في مرحلة متقاربة تنافسا شديدا. * * كيف وجدتم الجزائر؟ * * لم أتعرف عليها بعد لأنني لازلت ألازم مكتبي منذ استلامي المهام. * * ما الصورة التي ترسمونها في مخيلتكم عن الجزائر والجزائريين؟ * * أنها دولة عربية إسلامية شقيقة وبلد جميل والشعب الجزائري وفيّ ومخلص في عمله، مضياف ومباشر لا يعرف الطرق الملتوية. * * ما هي الأطباق الجزائرية التي تناولتموها وأعجبتكم على مائدة الإفطار؟ * * شربة الفريك والبريك. * * كلمة أخيرة... * * جازي عانى كثيرا من الإشاعات الأخيرة وأطمئن مجددا الجزائريين أن الشركة ليست للبيع وأن الاستثمار سيزيد والخدمات ستتحسن أكثر فأكثر. * * تامر المهدي في أسطر: * * - متخرج من جامعة كاليفورنيا ومتحصل على ماستر في الاتصالات وعلى ماستر في تسيير المشاريع من جامعة جورج واشنطن وعلى ماستر في إدارة الأعمال من مدرسة الأعمال بالنمسا. * - 19 سنة من الخبرة في مجال الاتصالات اكتسبها وهو يشغل مناصب عليا في العديد من الشركات العالمية على غرار AT&T و.Lucent TECHNOLOGIES * - في 2003، التحق تامر المهدي بمجموعة أوراسكوم تيليكوم وعيّن مديرا عاما مساعدا مكلفا بعمليات تطوير استراتيجية المجموعة في المجال التكنولوجي، وهنا كان مسؤولا عن 8 فروع للشركة الأم في كل من إيطاليا واليونان والجزائر وتونس ومصر والبنغلاديش وباكستان. * - في سبتمبر 2008، عيّن على رأس شركة أوراسكوم تيليكوم الجزائر.