شهدت الاحتفالات بعيد ثورة الفاتح من نوفمبر بعاصمة غرب البلاد نهار أمس، مهازل بالجملة ومن دون شك من توقيع السلطات المحلية بالولاية، حيث كانت أولى هذه المهازل التي افتتح بها هذا اليوم المعظم لدى فئة المجاهدين خاصة والجزائريين عامة، تنصيب تمثال الشهيد أحمد زبانة بمحور الدوران المسمى على هذا الفقيد أمام ثانوية العقيد لطفي وسط مدينة وهران والذي لاقى انتقادات لاذعة بالجملة من قبل رفقاء درب الشهيد الذين حضروا مراسيم التنصيب . وذلك كون تمثال أحمد زبانة وضع له هندام عصري للغاية أو بالأحرى بذلة عصرية من نوع ''سموكينغ'' وهو ما استنكره الحضور خاصة منهم الثوريون والذين أكدوا أنه من الضروري، اللائق والمفروض أن يوضع له زي ثوري عسكري يمجد من جهة الثورة وتاريخ الجزائر ومن جهة أخرى البطولات التي قام بها الشهيد بالجهة الغربية من الوطن مع العلم أن تكاليف هذا التمثال الذي صرفت عليه الملايير من الدينارات تكفلت بها مؤسسة ''سوناطراك'' خاصة وأنه صنع من مادة البرونز إلا أن إعادة تنصيب هذا التمثال لم تكن مطابقة تماما لشخصية الشهيد أحمد زبانة. مع الإشارة أنها المرة الثانية التي تعاد فيها عملية تنصيب تمثال الثائر على العدو الفرنسي حين قررت السلطات الولائية بوهران وعلى رأسها مديرية المجاهدين إلغاء المدشن الأول بعدما حمل هو الآخر تساؤلات عديدة وانتقادات في الآن ذاته تنصب عموما في قالب واحد هو كون التمثال لم يكن مطابقا مطلقا لشخصية زبانة بعدما وضع الأخير ممتلئ الجسم على عكس قوام الشهيد الذي كان نحيفا، علاوة على هذا فقد ذكر العديد من الذين لم يستحسنوا تنصيب المجسم بالطريقة التي كان عليها سابقا بأنه صمم في وضعية غير مشرفة بعدما كان باسطا يده في وضعية التسول وهو ما يعتبر إهانة في حق الشهيد، ضف إلى هذا دائما مشكل الهندام الذي لم تكن تبدو عليه أية ملامح ثورية أو عسكرية .