علمت "الشروق" من مصادر مقربة من وزارة الثقافة أن ميهوبي، نصّب منذ يومين اللجنة الجديدة لقراءة السيناريوهات، بعد أن أقدم على تجميد مهام اللجنة القديمة على مستوى الوزارة قبل نهاية عهدتها المقررة في نوفمبر القادم. وقد أوكلت مهمة رئاسة اللجنة الجديدة إلى الناقد أحمد بجاوي الذي اختار بالتشاور مع ميهوبي أغلب أعضاء اللجنة الجديدة التي تقاسم عضويتها عددا من الكتاب والصحفيين و مهني السينما و هم عبد الوهاب بن منصور، جمال الدين حازورلي، فاطمة وزان، حميد عبد القادر، رشيدة خوازم، محمد الطاهر، حرحورة عبد الحكيم، توصار ومصطفى معطوب. وقد أكد بجاوي في اتصال مع "الشروق" أن ميهوبي عرض عليه ترؤس اللجنة المكلفة بقراءة الأعمال السينمائية وهو قبل هذه المهمة، مضيفا أنه سيبذل قصارى جهده لخدمة السينما الجزائرية. و حسب مصادر "الشروق" فإن الوزير الذي استند إلى صلاحياته القانونية في إنهاء مهام اللجنة القديمة التي رأسها بوكلة، وهذا بعد أن صار التيار لا يمر بينه و بين أعضاء اللجنة وبعد أن ضاق ذرعا بممارسات بعض أعضائها والتي وصلت إلى ضرب بعضهم البعض تحت الحزام حيث استقبل عددا منهم وقد اشتكوا إليه من دكتاتورية وممارسات بعض زملائهم، حيث تحدث البعض عن المتاعب التي تلاحق لجنة السيناريو في علاقاتها مع المنتجين و المخرجين وعمليات "بيع وشراء" وتبادل المصالح، الأمر الذي أثر سلبا على سير اللجنة التي يقتصر دورها على قراءة و إبداء رأيها في مشاريع الأفلام التي ترفع إليها. وحسب ما توفر من معلومات لدى "الشروق" قامت اللجنة برفض فيلم "القديس أغسطين" الذي رأت أنه يروج للنصرانية وأنه فليم لا يمثل الجزائر التي ليست أكثر من موقع تصوير فقط، وعليه فلا يحق له الاستفادة من دعم الجزائر. بينما كان رأي آخر يرى أن إنجاز فيلم عن هذا القديس هو خدمة للجزائر سياحيا وثقافيا كونها بلدا له امتداد إفريقي ومتوسطي يضعها في قلب الحضارات والتنوع الثقافي. مشروع فيلم آخر أثار اللغط والخلاف داخل لجنة القراءة بعنوان "زوس" يتحدث عن الرئيس البرتغالي السابق الذي يعبر الجزائر وفيها يلتقي مع عاهرة ولا يتم تصوير سوى 4 لقطات في الجزائر هذا المشروع كان سيكلف الجانب المتعلق بالتصوير في الجزائر ما قيمته 4 ملايير سنتيم. أما القطرة التي أفاضت الكأس حسب مصادر الشروق فكانت المشروع الذي تقدمت به الوزيرة الفرنسية المكلفة بالفرانكفونية في حكومة ساركوزي الجزائرية الأصل يمينة بن قيقي، التي تقدمت بمشروع فيلم تحت عنوان "الأخوات" يتحدث عن كيفية إعادة بناء جسر العلاقات بين أبناء الجيل الثاني للمهاجرين في فرنسا وبلدهم الأصلي، حيث يعيد مشروع "الأخوات" طرح مشكل تعامل المهاجرين مع أصولهم وتأقلمهم مع بلدهم الأصلي بعد الاندماج في المجتمع الفرنسي، حيث يروي السيناريو قصة أربع أخوات من أب جزائري مهاجر في فرنسا يقرر العودة إلى بلده للعيش فيها لكن "الأخوات" اللواتي نشأن في فرنسا واندمجن في المجتمع الفرنسي يرفضن اقتراح الوالد. المشروع حسب مصادر "الشروق" حسب التقديرات الأولية يكلف الخزينة ما قيمته 4 ملايين يورو أي في حدود 50 مليار سنتيم هذا ما اعتبره البعض تجنيا على تاريخ الثورة وذاكرة الشهداء بالنظر إلى مواقف بن قيقي عندما كانت وزيرة في حكومة ساركوزي. واستنادا إلى معلومات الشروق دائما، فإن مشروع يمينة بن قيقي أحدث ضجة داخل اللجنة وحتى في أروقة الوزارة، خاصة أن الوزيرة الفرنسية تملك شبكة علاقات واسعة في الجزائر كانت ستستند إليها في محاولة تمرير مشروعها . في الوقت الذي لم يتم دعم أي فيلم جزائري في إطار مشروع الشراكة السينمائية بين الجزائر و فرنسا .هذا بالإضافة إلى "قضية" الإعانة المالية التي تقدم بها فريق فيلم زبانة للمخرج سعيد ولد خليفة لتوزيع العمل رغم أن الجزائر تفتقر إلى قاعات عرض وقد سبق أن استفاد العمل من الدعم في التصوير.