قال الأستاذ أحمد بجاوي، مستشار وزيرة الثقافة، في ندوة نظمت على شرفه بقاعة الأطلس من قبل الديوان الوطني للثقافة والإعلام، أنه يتمنى أن تتراجع الحكومة عن قانون إخضاع الأفلام التاريخية إلى الرقابة، مؤكدا أنه لكل سينمائي الحق في قراءة تاريخ الجزائر كما يتصوره. كما أعلن المتحدث عن وجود حوالي 150 فيلم مقترح لاحتفالية الجزائر بالذكرى الخمسين للاستقلال من ضمنها 60 فيلما قصيرا. صرح بجاوي، في اللقاء الدوري الذي ينظمه ديوان الثقافة والإعلام، أنه مع حلول سنة ,2012 يرى أن منطق ممارسة الرقابة على مضامين مشاريع الأفلام التاريخية المقترح إنتاجه، لا يمكن أن يكون سليما، على اعتبار أنه يستحيل أن نمنع أي سينمائي من حرية التفكير والتصور: ''لو توقف الأمر أتمنى أن تلغي الحكومة قانون المراقبة القبلية والبعدية للأفلام التي ستتناول ثورة التحرير الجزائرية كموضوع رئيسي لها''، موضحا أن وضع سيناريو فيلم بين أيدي وزارة المجاهدين وغيرها من الجهات الحكومية، يعد إقصاء لعمل أعضاء لجنة القراءة وتشكيك في كفاءتها''، مردفا في السياق ذاته: ''أنا ضد أي نوع من الرقابة على محتوى أي فيلم كان''، مبررا رأيه هذا كالآتي: ''السينما وجهة نظرة السينمائي وحده، وهو يصوغها بطريقة يتوجه بها إلى جمهور عريض ومتنوع بمختلف حساسياته وتوجهاته''. في النقطة ذاتها، توقف المتحدث عند فيلم مرزاق علواش الأخير ''نورمال''، واستغرب الموجة الناقدة لمحتواه وقال: ''علواش مخرج ذو قيمة معترف بها، ومن حقه التعبير عن رؤيته للجزائر، والأكيد أن ما قدمه عمله يجد من بين الجمهور العريض، جمهورا يوافقه في الرؤية، ويريد مشاهدة أعمال علواش''. بالمناسبة، صرح بجاوي، أن وزيرة الثقافة خليدة تومي، نصبت لجنة قراءة خاصة بالأعمال المكلفة بدراسة مشاريع الذكرى الخمسين، وقال إنها لجنة لا تضم شخصيات قريبة من وزارة الثقافة، بل شخصيات بعيدة عن المجال، حتى تحافظ على مصداقيتها. وكشف المصدر ذاته أن هذه اللجنة تكون قد تحصلت على حوالي 150 مشروع فيلم، بين طويل ووثائقي،من ضمنها 60 فيلما قصيرا. إسترسل أحمد بجاوي في حديثه إلى مضيفه، وتطرق إلى بداياته في عالم الفن السابع، بدءا بدراسته وإعجابه بالأدب الأمريكي، واهتمامه بتناول الشاشة الكبيرة الأمريكية لحياة الفرد، كما تحدث بجاوي عن تجربة السينماتيك وما فتحته من آفاق ومعارف، مذكرا الحضور أنه كتب أول مقالة نقدية له سنة 1966 حول الممثل الأسطورة، وكتابات أخرى فيما بعد في يومية ''المجاهد'' و''الجزائر أحداث''. يستند بجاوي إلى سنوات من ''الخبرة المستحقة'' - كما يقول - ليطلق أحكاما على واقع السينما في الجزائر، وهو الذي عاصر مختلف مراحل الإنتاج السينمائي في البلاد، منذ عصره الذهبي إلى انتكاسته القاتلة للمواهب والآمال: ''كان لي الحظ أن كنت محاطا بعدد هائل من رجال السينما، وجمعتني بهم أعمال وإنتاجات، مثلما ما هو الحال مع محمد إفتسان، عز الدين مدور، آسيا جبار، موسى حداد، حاج رحيم، بن عمر بختي ومحمد حازورلي وآخرين''، وإذ كان يملك في عالم الأمس ما يحركه، يشعر صاحب الحصة التلفزيونية ''نادي السينما'' اليوم، بفقدان المعالم: ''اليوم لست على علم تام بما يحدث في الساحة، ثمة أمور تنفلت منا''، مقارنا البارحة باليوم، يضيف: ''في السابق كانت الجزائر تفتخر بجمهور سينمائي ذواق وعارف، أما اليوم فلم يعد هناك جمهور إطلاقا''، مستدركا حكمه في الحال: ''لا ألقي اللوم على الجيل الجديد، بل على الوضع العام الذي أفقدنا قاعات السينما، بعدما كنا نعد 420 قاعة... أنا اليوم أقف أمام معضلة القاعات باستغراب.. لم أفهم شيئا مما يحصل''.