يعاني العديد من عمال الشركات الخاصة في مجال الحراسة بحوض النفط بحاسي مسعود 90 كلم عن مقر الولاية ورقلة، أوضاعا مزرية من حيث توفير الوسائل الخاصة بالعمل، بالإضافة إلى الظروف المحيطة به، البرغم من أهمية العمل الذي يقوم به هؤلاء من حراسة المنشات النفطية ومختلف المعدات والآليات الخاصة بهذه الشركات المنتشرة بالجنوب الجزائري. ويضم حوض النفط بحاسي مسعود المئات من الشركات المختصة في الحراسة، حيث برزت خلال السنوات الأخيرة، ذات المؤسسات التي تعمل على حراسة وتأمين مختلف الشركات النفطية العاملة بالمنطقة، بالإضافة للمنشآت النفطية ومختلف المعدات والآليات الخاصة بها، كل هذا يبرز الدور الكبير الذي يقوم به هؤلاء العمال والخدمات الجليلة، التي يقدمونها في سبيل المحافظة على هذه الشركات والمنشآت النفطية نظرا، لما تمثله هذه الأخيرة في الاقتصاد الوطني . وصرح بعض هؤلاء العمال ل"الشروق" أن أغلب العمال العاملين في الحراسة والتابعين للشركات الخاصة التي تعمل مع مختلف الشركات النفطية، أصبحت ظروفها مزرية، ولا تطاق نظرا لما يعانيه هؤلاء من تهميش وهضم لحقوقهم، في مقابل ما يقدمونه، فضلا عن الأجرة الزهيدة التي يتقاضاها معظمهم، فهناك العديد من الظروف التي يعانون منها والتي أصبحت تشكل خطورة على حياتهم منها عدم توفير الأسلحة للعديد منهم خاصة في الأماكن المعزولة. وهذا كله أمام التهديدات المنتشرة على طول الشريط الحدودي الجزائري، وبالأخص الجماعات المختصة في عمليات التهريب، ففي الأسبوع الماضي فقط، حسب مصدر مؤكد ل"الشروق" أنه جرت عملية السطو على ألة شوكية مختصة في حفر الرمال تابعة للشركة الوطنية للأشغال الكبرى "جيتيبي" من طرف جماعة مسلحة كانت تقل سيارة رباعية الدفع في الفترة الليلية، حيث قامت بتهديد عمال الحراسة بعين المكان بمنطقة حاسي العقرب على بعد حوالي 50 كلم من حاسي مسعود، وكان هؤلاء بدون سلاح ما جعلهم يفرون بأجسادهم خوفا على حياتهم. فبالإضافة الى عدم تجهيز هؤلاء العمال بأسلحة و الهواتف الخاصة المعروفة ب" التالكي والكي" أيضا غير متوفرة لأن المكان معزول ولا توجد اتصالات هناك، ما سهل من عملية السطو، ففي نفس السياق نجد أن هذه الحادثة هي تمثل مثالا على العديد من الحوادث التي تحدث وتشكل خطورة على العديد من هؤلاء العمال، نظرا لغياب الإمكانيات التي تحمي هذه المنشاءات والأليات . ويوجد العديد من العمال أيضا ممن يشتكي من غياب وسائل النقل التي تسهل لهم القيام بعملهم بسهولة أثناء تنقلاتهم، زيادة على الظروف الطبيعية الصعبة بالمناطق الصحراوية خاصة في الصيف أين درجة الحرارة لا تطاق، وفي الشتاء البرد قاتل، إضافة للعقارب المنتشرة بهذه الأماكن، كل هذه الظروف تجعل هذا العمل الذي يقوم به هؤلاء من أصعب الأعمال وأخطرها. وعليه يطالب العديد من هؤلاء العمال بتوفير الظروف الملائمة للقيام بعملهم على أحسن مما هو عليه الآن، حيث توجد العديد من النقائص التي هي تشكل خطورة على حياتهم والتي ذكرناها أنفا، إضافة لتحسين أجرتهم، حيث أن أغلب عمال الحراسة لا تتعدى أجرتهم ال 20 ألف دج، وهي لا تساوي نصف العمل الذي يقومون به، حيث بات من الضروري تسقيف هذه الأجور ومساواتها مع عمال الحراسة التابعين للشركات النفطية العاملة بالمنطقة، كل هذا نظرا لحجم الخدمات المقدمة والصعبة في آن واحد.