وجهت وزارة العمل والضمان الاجتماعي تعليمة صارمة لشركات المناولة المختصة في النقل والإطعام والحراسة والأمن العاملة في الجنوب، تحذرها من التجاوزات المرتكبة في حق العمال، والطرد التعسفي لهم، بالإضافة إلى عملية التشغيل المكثف للعمال إلى درجة الاستغلال مقابل أجور زهيدة، وكلفت الوزارة بأمر من الوزير الأول أحمد أويحيى مفتشيات العمل بتحقيقات في هذا المجال· تلقت مفتشيات العمل عبر عدد من ولايات الجنوب وهي ورقلة كمنطقة حاسي مسعود وغرداية والأغواط التي توجد بها المنطقة الصناعية بحاسي الرمل وإليزي، للشروع في تحقيقات تخص تجاوزات خطيرة ترتكب من طرف عدد من شركات المناولة المختصة في النقل والإطعام والحماية والأمن، هذه الشركات تقوم، حسب ما بلغ مصالح الحكومة، بخرق قانون العمل وتوالي شكاوى العمال للسلطات المحلية في الولايات ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وتتعلق الشكاوى بعدم التصريح بأغلب العمال لدى الضمان الاجتماعي ب ''تواطؤ من بعض مسيري سوناطراك والشركات العمومية الأخرى'' وعدم مطابقة شروط العمل وظروفه للقانون، وحالات فصل من العمل مخالفة للقانون· وتعني شركات المناولة تلك المتعاقدة مع سوناطراك في عدة مجالات منها النقل والإطعام، وتغيب الرقابة القانونية بصفة شبه كلية عن نشاط أكثر من نصف الشركات العاملة في الصناعة النفطية وشركات المناولة، بسبب استحالة المراقبة نظرا لامتداد وشساعة الجنوب، وتعمل بعض الشركات في مواقع يحتاج الوصول إليها بالسيارة إلى قضاء يوم كامل تقريبا في الطريق، ما يعني استحالة الرقابة، ويبقى دور مفتشيات العمل محصورا في تلقي الشكاوى فقط· وكانت أبرز القضايا التي هزت هذا القطاع قضية شركة الإطعام ''أوروسات'' الجزائر التابعة لمجمع كومباكس، بسبب الطرد التعسفي الذي تعرض لها عدد كبير من العمال من قبل إدارة الشركة، وقد قامت الشركة بإنهاء مهام العديد من العمال بطريقة تعسفية عندما طالبوا بحقوقهم المنصوص عليها في عقد العمل المبرم بين الطرفين·