اليوم الأول من رمضان، خصصنا له 3 عائلات غير ميسورة، لعلمنا اليقين أن الأيام الأولى لرمضان ستكون هيِّنة على الجميع، ويكون الناس تقريبا سواسية كأسنان "المش"، في الأكل! كلنا نأكل الجيّد من الطعام في الأيام الأولى، ثم نبدأ في التلاشي والتفتّت في الأيام الأخيرة مع نفاد المال وقلة الأعمال! لهذا اخترنا أن نهجم على العائلات البسيطة "فيرست" (أولا)! ثم نشرع في تنظيم حملة على العائلات المتوسطة في الثلث الثاني من رمضان، لنقصم ظهر البعير في الثلاثي الأخير من الشهر بمباغتة بعض العائلات الميسورة، القريبة والبعيدة ممن نرى فيهم أنهم أغنياء أكثر من اللازم وأنهم لا يزالون يأكلون بنفس المستوى مع الأيام الأولى، ويكون بذلك ختام رمضان مسك! اليوم الأول كان الدور على عائلة أصهاري، حيث كلفت فرقة السلاحف، بقيادة أركان زوجتي (التي لا يقبلها لا ركن ولا زاوية، حتى تلك التي استقبلت شكيب، بسبب وزنها وقافيتها، 150 كلغ من المواد الدسمة، أنا عندي "سيفيتال" في الدار.. أنا هو ربراب!)، كلفت هي باقتحام بيت أبيها وأمها مع بنات آوى من معها، أما أنا فقد قررت اقتحام بيت والدي "فيرست"! فيما أعطيت مهمة "الروكونيصانص" لفرقة ابنتي رقية مع أختها "حدهوم" لدى عائلة خالها الأعور الدجَّال (هكذا نلقبه لكثرة كذبه ونفاقه وتقلب طبائعه)، الذي سأحل عليه ضيفا غير مرغوب فيه في اليوم الثالث إذا سارت الأمور على النحو المخطط له ضمن الخطة الإستراتيجية الشاملة وما تحمله من تكتيكات ميدانية. التكتيك، يرسمه ضباط الميدان برئاسة كل مجموعة "شوك" الصدمة! لكن ضمن الإستراتيجية العامة التي رسمتها قيادة الأركان، برئاسة العميد الركن زوجتي ذات الأركان الستة! 150 كلغ من "سوفيتال"! "سيتيرنا! برميل نفط في شكل غالون زيت! الإستراتيجية تقضي بأن يدخل كل فريق معه قليلا من الزلابية، والآخر بعض الموزات، والثالث قرعة ليموناد رخيصة المسماة "شعبية" وبالتبادل! كل فريق يختار في اليوم الأول ما يراه مناسبا للعائلة "المناصبة". أما في اليوم الثاني، فلا اشتري شيئا من السوق، والكل مطالب أن يعود غانما من العائلة بما جدّ ووجد! ما كثر، نأخذ منه قليلا للسحور، وما بقي، نقتسمه بين فرق العمل والمداهمات باعتباره غنيمة حرب: من لحيته وبخّر له! هكذا، لن أنفق درهما واحدا طيلة الشهر بأكمله، وندّخر المال "العام" تقشفا لنا ضد الآخرين، لعلنا نشتري به تلفازا حصرا "أكتسرا بلا". وبدأ العد التنازلي لليوم الأول، وبدأ دق طبول الحرب يسمع هديره من داخل البيوت المغلقة في داري والمطبخ الذي كان يُشمّع بالأحمر! لا أحد يملك المفاتيح سوى مفتاح الباب الرئيس الذي يملك كل واحد نسخة، مفتاح الثلاجة، أنا من يتحكم فيه، لكن الثلاجة فارغة منذ اليوم، فعمدت إلى نزع خيط الكهرباء وأطفأت الكونتور نتع الضو والغاز، حتى لا يشتغل أيّ "بريز" من الآن، ستأخذ الكوزينا عطلة لمدة شهر.. قابل للتمديد والتجديد! خرجت واشتريت ب500 دينار "هدايا" البيوت التي ستُقتحم بعد حين، وعدت لأوزِّعها في شكل أسلحةٍ فردية ذات طابع جماعي، على الفِرق المهاجمة وخطبت فيهم: "أيها الصناديد، اصبروا ورابطوا، وكلوا واشربوا وأسرفوا ولا "تصرفوا". فالغنى أمامكم و"الفقرون" وراءكم، واعلموا أنكم في هذه الدار أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام. وقد استقبلكم رمضان وأقواتُه موفورة وأنتم لا وزرَ لكم إلا بطونكم وما تنهبونه من طاولات مضيفيكم. فاغتنموا هذه الفرصة "بالفورصة"، وكلوا واشربوا واغنموا الغنائم ولا تتركوا شيئا للنائم. يالولاد ديروا حالة!.. هيا.. في أمان الله وأوصوا خيرا بمن سيليكم غداً وبعد غد! قولوا لهم: أتهلاو في إخوتنا غدا، فإنهم توحشوكم جدا، وحشة لا وحشة بعدها أبدا.. وإن غدا لناظره قريب!