شبّت الاثنين اشتباكات ومشادات خطيرة بين الحجاج الجزائريين حول الخيام في "منى" استدعت تدخل قوات الأمن السعودي لإنهاء الفوضى العارمة إثر اشتداد المواجهة بين الحجاج وأعضاء البعثة الجزائرية وتطورها إلى العراك بالأيدي واللكمات بعد أن لم يجد مئات الحجاج خياما للمبيت بمشعر "منى" وافتراشهم ل"الكرطون" وطرقات منى رغم تطمينات المسؤولين بكراء الكمية الكافية من الخيام لضمان أحسن مبيت لحجاجنا في "منى" طيلة مكوثهم بالمشاعر. * انتقل هاجس الحجاج الجزائريين إلى مشعر "منى" بعد أن زال الخوف من حوادث الرجم بفضل توسعة منطقة "رمي الجمرات"، حيث قضى مئات الحجاج لياليهم في الطرقات مفترشين "الكرطون" وسط المزابل والقاذورات بمشعر "منى"، كما يتخوف مراقبون من انتشار حمى الضنك وسط الحجاج والتي حذر منها خبراء الصحة السعوديون وتأتي بفعل لسعات ذباب أزرق يتغذى من الفضلات والمزابل. * ويتكرر هذا المشهد المؤلم كل سنة وكأن قدر الحجاج الجزائريين مع الإهانات والفوضى لا ينتهي، وقد استعصى إيجاد حل نهائي له رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الديوان الوطني للحج والعمرة. * وبدا أعضاء البعثة الجزائرية للحج يسيرون في كل الاتجاهات من دون جدوى، فيما فضل الآخرون "التسلل" وسط الحجاج اتقاء لاحتجاجاتهم التي وصلت في بعض الأحيان إلى التراشق بالكلمات واللكمات، حيث أكد شهود عيان ل"الشروق اليومي" أن مشادات عنيفة بين الحجاج الذين لم يجدوا مأوى لهم في المخيمات مع أعضاء البعثة، خاصة في المخيمات رقم 95،94،93 ليتطور بعضها من النقاش إلى تبادل اللكمات، حيث أردى أحد أعضاء البعثة الوطنية أحد الحجاج المحتجين أرضا بلكمة مستقيمة. * وانتشر خبر الاعتداءات بين المخيمات، حيث انتفض الحجاج وبدأت المطاردة بين المحتجين وأعضاء البعثة، مما استدعى تدخل قوات ألأمن السعودية لفض الاشتباك وتهدئة المحتجين. * وتكمن صعوبة إيواء الحجاج ب"منى" في الطاقة الاستيعابية بكل خيمة، حيث تم إسكان 3 آلاف حاج في خيم ذات طاقة استيعابية لا تتجاوز ألف حاج بالإضافة إلى احتيال بعض المطوفين السعوديين الذين قبضوا مبالغ مالية مقابل إيواء كل الحجاج، لكن إعادة كراء المخيمات للحجاج من دول أخرى أوقع البعثة الجزائرية للحج في موقف حرج، وحجاجنا الميامين الضحية الأولى. * ويدفع هذا الواقع الكثير من الحجاج الجزائريين إلى التعجل "في يومين" ومغادرة "منى" إلى فنادقهم بمكة في اليوم الثاني من أيام التشريق. * * مدير النادي السياحي يؤكد: * "تمكنا من الظفر بمواقع في عرفة ومنى؟" * * نفى الحاج عبد الدايم مدير النادي السياحي الجزائري شائعات تخليه عن 20 حاجا بمشعر منى وأكد في إتصال له مع الشروق أن كل حجاج النادي البالغ عددهم 4 آلاف حاج يتمتعون بتكفل تام منذ قدومهم الى الأراضي المقدسة، وأن كل الحجاج مرتاحين للخدمات الإضافية التي يقدمها النادي. وأشار الحاج عبد الدايم أن النادي السياحي تمكن هذه السنة من الظفر بمواقع ذهبية بعرفات وبمنى، حيث كان حجاج النادي السياحي أول المغادرين الى مزدلفة بعد مغيب شمش يوم عرفات، كما أن مخيمي النادي بمنى الحاملين رقم 84- 85 لا يبعدان عن الجمرات بأكثر 300 متر. * مما يسهل على الحجاج أداء مناسكهم بارتياح في الوقت الذي يختارونه تجنبا للزحام، وأكد عبد الدايم أنه وضع أعضاء النادي في حالة استنفار كاملة لتنفيذ خطته بتصعيد الحجاج، الى منى وإحياء سنة "يوم التروية" خلافا للحجاج الجزائريين الآخرين الذي ينفرون مباشرة الى عرفة. وشد عبد الدايم على أن جميع الخيم جهزت بكل متطلبات الحياة من آرائك مريحة تتحول الى أسرة وهي من الخدمات التي لم يسبقه أحد من الوكالات. * كما تم خدمة الحجاج بثلاث وجبات ساخنة يوميا يسهر أعضاء النادي بتوزيعها، وعن ما وقع في المخيم 85، حيث لم يتمكن بعض الحجاج من إيجاد مكان لهم، نتيجة لاحتلال بعض الخيم الجزائرية من قبل حجاج أجانب لبعض ساعات وهو أمر مألوف، حيث تم إخراجهم من بعد ذلك وإسكان حجاج النادي، ويضيف عبد الدايم أنه تم إسكان بعض حجاج البعثة الوطنية الذين كانوا يفترشون الطرقات داخل مخيمات النادي من باب التضامن الوطني.