السلطات تسمح أخيرا بالمسيرات التضامنية في شوارع العاصمة علمت الشروق من مصادر أمنية على صلة بالمخطط المسطر للمسيرات التي ستنظم هذا الجمعة بالعاصمة وباقي ولايات الوطن، أنه لن يتم السماح بتنظيم مسيرات على مستوى المناطق المحاذية للعاصمة سواء التابعة لولايات مجاورة كالبليدة أو بومرداس وتيبازة أو المناطق الشبه الحضرية التابعة للعاصمة.. * * حيث ستقتصر المشاركة في المسيرات على سكان وسط العاصمة لاعتبارات أمنية محضة تهدف إلى تفادي أي انزلاق أو تحويل للمسيرات عن هدفها الذي لا يخرج عن إطار مساندة الشعب الفلسطيني والتنديد بالعدوان على قطاع غزة، هذا بالنسبة للعاصمة أما بالنسبة لباقي الولايات فإن السلطات قررت السماح بتنظيم المسيرات فقط على مستوى الطريق الرئيسي في كل ولاية. * وحسب مصادر الشروق فقد حدد مسار المسيرة بالعاصمة على طول الخط البحري الرابط بين حسين داي وبلوزداد والجزائر الوسطى وصولا إلى ساحة الشهداء وباب الوادي، وعلمت الشروق أنه سوف لن يتم السماح للمتظاهرين المتضامنين مع غزة بسلوك طرق مؤدية إلى مؤسسات رسمية كرئاسة الجمهورية أو سفارات أجنبية المتواجد معظمها بأعالي العاصمة، خاصة في ظل ظهور رغبات لدى بعض المواطنين بالسير نحو سفارتي الولاياتالمتحدة والجمهورية المصرية. * وينتظر أن يقام في هذا الإطار طوق أمني على مستوى وسط العاصمة يعتبر من حيث العدد الأكبر من نوعه منذ تاريخ منع المسيرات بالجزائر عملا بقانون الطوارئ، وسوف لن يقل عدد الأعوان المجندين من سلك الشرطة سواء بالزي الرسمي أو المدني عن أربع أضعاف عددهم في حالات طارئة سابقة، حيث استعانت مصالح الأمن بالعاصمة بتعزيزات أمنية كبيرة من عدة ولايات أخرى لضمان التحكم في العدد الهائل المنتظر بعد صلاة الجمعة بالعاصمة. * وحسب المعلومات المتوفرة للشروق فإنه بالنسبة للمسالك المؤدية إلى وسط العاصمة انطلاقا من الضواحي التابعة لها فإن الراغبين المشاركة فيها سوف لن بسمح لهم من طرف مصالح الأمن ذات الإختصاص الإقليمي الدخول إلى وسط العاصمة سواء كانوا مشاة أو على متن حافلات. * وبوسط العاصمة قالت مصادر الشروق أن هناك أربعة مساجد بالقبة وبلكور وباب الوادي التي كانت معقلا للإسلاميين ستخضع لحراسة أمنية مشددة قبل وبعد صلاة الجمعة موعد انطلاق المسيرات لتفادي أي انزلاق عن الهدف الرئيسي الذي لأجله تم الترخيص للمسيرات، ويأتي هذا احترازا من أي محاولة لتحويل المسيرة عن طابعها التضامني أو استغلال المسيرات الحاشدة وحالة الغليان والغضب التي تسكن كل الجزائريين بسبب العدوان الصهيوني لأغراض سياسية، خاصة وان مختلف الأحزاب الناشطة في الساحة حاليا لا يمكنها ان تجمع أكثر من 10 آلاف شخص في تجمع واحد، وفي هذا السياق لا يستبعد أن تستغل بعض الأطراف السياسية تدفق الآلاف من المواطنين للمشاركة في مسيرة الجمعة للعب على وتر لغة الأرقام للمزايدة السياسية على مقربة من موعد سياسي حاسم. * وقد تقرر في هذا الشأن فرض إجراءات أمنية مشددة من شأنها الكشف عن هوية كل من قد يساهم بشكل أو بآخر في رفع أو ترديد شعارات عير الشعرات المسموح بها. * هذا وتجدر الإشارة أن السلطات قررت التجاوب هذه المرة استثنائيا مع ضغط الشارع الذي طالب بالسماح له الخروج في مسيرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، غير أنها قررت أخذ احتياطاتها الأمنية تحسبا لأية محاولات استغلال بعض الأطراف هذه المسيرات لإطلاق بعض الحملات السياسية أو الدعائية.