ألحّّ سفير فلسطينبالجزائر محمد عبد الفتاح الحوراني على الجزائريين بالدعاء مليا للفلسطينيين بالوحدة، معتبرا ذلك إكراما للقدس وقضية الأمة، وطلب من أئمة العاصمة أن يحدثوا الناس بضرورة وحدة الصف الفلسطيني لأن الوحدة شرط للانتصار والفرقة بين الإخوة لا تكون إلا مدخلا للعدو، على حد تعبيره. * اعتبر سفير فلسطينبالجزائر أمس، في افتتاح الندوة الشهرية لأئمة الجزائر العاصمة التي خصص موضوعها هذه المرة للعدوان الصهيوني على غزة، صمود غزة في وجه العدوان الإسرائيلي "علامة سماوية على إيمان الفلسطينيين بحقهم"، داعيا الأمة بإلحاح للدعاء للفلسطينيين بوحدة الصف "عليكم بالدعاء لإخوتكم بالتوحد إكراما للقدس وفلسطين". * ووصف الحوراني وحدة الصف، بعد نتائج وقوف المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها ضد العدوان الإسرائيلي على غزة "شرطا للنصر لأن الفرقة مدخل للعدو وحتى الثغرة يتسلل منها الأعداء"، مستشهدا بمثال الثورة الجزائرية التي انتهت إلى النصر على المستعمر الفرنسي بفضل وحدة الصف "الجزائر كان لها جبهة واحدة خلال الثورة". * وخلال ندوة أمس، التي دعت إليها مديرية الشؤون الدينية والأوقاف عددا من الأساتذة الجامعيين لتقديم محاضرات حول "العدوان الصهيوني على غزة ضمن الإستراتيجية الصهيونية في المنطقة" اختلف الطرح بين الدكاترة محمد لعقاب، محمد القورصو وعمار جيدل لكنهم اتفقوا جميعا على أن إسرائيل باتت تحقق الوفاق بين الصهيونية والنصرانية منذ اتخذت منها أمريكا سببا وغاية لإعادة تنظيم منطقة الشرق الأوسط ومعها كل العالم الإسلامي. * وفي ذلك يرى الدكتور محمد لعقاب من معهد الإعلام أن العدوان الإسرائيلي على غزة ليس هو الأول ولن يكون الأخير، إنما هو حلقة جديدة في مسلسل طويل مستمر للصليبية الصهيونية ضد العالم الإسلامي، وهذا الاعتداء الصليبي الصهيوني له وجهين الأول مساره عسكري لأن الصهيونية تؤمن بأخذ الأشياء وبلوغ الأهداف بالقوة والعنف، والثاني مساره سياسي دبلوماسي وهذا بكل بساطة حسب الدكتور لعقاب يدخل ضمن حرب صليبية تأخذ حتى شكل المشاريع الموجهة للشرق الأوسط أو ما اصطلح عليه عند أمريكا بالشرق الأوسط الكبير. * أما الدكتور محمد القورصو فربط هو الآخر العدوان على غزة بل الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية بأمريكا وشرح كيف قسم العالم العربي بين "متقبل" للوضع الاحتلال ورافض لها وبالتالي بدأت المصطلحات تتغير بين العرب في حديثهم عن الاحتلال فاختفى مصطلح الصهيونية من الساحة الإعلامية العربية وقاد ذلك شيئا فشيئا إلى التطبيع مع إسرائيل وهو ما أسماه القورصو "القنبلة النووية الثانية" بعدما ظهرت مكاتب تجارية وتمثيليات بل وحتى سفارات لإسرائيل على تراب دول عربية، ومن لم تنتهج هذا النهج من البلدان العربية أصبحت "متمردة" على أمريكا باعتبارها الوصية. وتحوّل العرب للحديث عن اللاجئين وحق العودة ونسوا الموضوع الجوهري وهو تحرير أرض فلسطين. ويقول القورصو إن تدجين فلسطين المقاومة تم بمباركة عربية وإسلامية واختفى مفهوم الثورة والمقاومة الذي تحول إلى تعريف جديد "الإرهاب". * ومن جهته، تناول الدكتور عمار جيدل العدوان على غزة من زاوية الحقيقة والخيال، الخيال إسرائيل التي كانت أسطورة دينية تحولت إلى واقع، وجامعة الدول العربية الحقيقة تحولت إلى أسطورة بسبب تشرذم العرب. وفسر الدكتور جيدل الحرب الأخيرة بأنها "ليست إلا حملة انتخابية مسبقة، لأن الناخب الإسرائيلي ناخب دموي لا يرضى إلا بمثل هذا. *