خيبة أمل كبيرة أصيب بها المستفيدون من 170 مسكن ترقوي بالعاشور بعد أزيد من 8 سنوات من الانتظار إثر الاطلاع على شققهم التي سجّل بها العديد من النقائص، حسبهم، زيادة على عدم احترام المعايير التقنية المتعارف عليها في ميدان البناء والتعمير، حسب تقرير خبير في الهندسة المدنية الذي عاين عدة شقق ودق ناقوس الخطر، كما دعا إلى تشكيل لجنة تحقيق لكشف عديد التجاوزات. تنقلنا إلى موقع المشروع.. حفر في كل مكان.. قنوات الصرف الصحي غير مكتملة.. ركام في كل جهة.. طريق جد متدهور وصعب جدا سواء بالنسبة للمشاة أو السيارات، بسبب امتلائه بالتراب الذي يتحول في الشتاء إلى كتل من الأوحال يستحيل السير عبرها، وهي من بين الأسباب الرئيسة التي أدت إلى توقيف المشروع أكثر من مرة.جدير بالذكر أن مشروع 170 مسكن ترقوي التابع لديوان الترقية والتسيير العقاري للدار البيضاء انطلقت الأشغال به سنة 2001 بعدما قام المستفيدون بتسديد كامل المستحقات، حسب الوثائق التي تحصلت "الشروق" على نسخة منها، إلا أنه توقف عدة مرات بسبب العقبات التي لقيها، كان أبرزها زلزال 2003 أين توقف لمدة زمنية طويلة، زيادة على عوامل طبيعية أخرى ساهمت في تعطيل المشروع، أهمها خصوصية القطعة الأرضية، ولعل هذا مؤشر أساسي لعدم احترام المقاييس التقنية في مجال التعمير، هذا ما يدفع إلى طرح تساؤل أساسي حول ما إذا قامت الجهات المكلفة بإنجاز المشروع بدراسة جيولوجية للقطعة الأرضية قبل مباشرة الأشغال؟ عاينا رفقة الخبير أكثر من شقة متواجدة بعمارات مختلفة رفقة جمع من المستفيدين، وضعية الشقق من الداخل لا تعكس تماما نوع البرنامج السكني الترقوي "هل دفعنا كامل المستحقات وانتظرنا كل هذه السنوات وعانينا ويلات الكراء وفي الأخير نتحصل على شقق بهذه الوضعية" يقول المستفيدون، وقد اضطر الكثير منهم إلى تهديم وإعادة بناء أجزاء معتبرة من شققهم أين اكتشفوا أشياء خطيرة وعدم صلاحية العديد من المواد المستعملة في البناء، حسب تقرير الخبير على غرار الآجر الذي بدا هشا وسهل التكسير باليد، وفي هذا السياق نقل لنا أحد المستفيدين انهيار أحد الجدران، ولحسن الحظ لم يخلف الحادث أي خسائر، كما أكد الخبير أن المواد المستعملة في البناء رخيصة، ومنها ما هي في حالة رديئة جدا.. نوعية الخشب بدورها كانت رديئة، لكونها من الخشب الأبيض المستعمل في ورشات البناء، حسب معاينة السيد (ب.ع) مهندس خبير في البناء معتمد لدى المحاكم والمجالس القضائية، كما أكد وجود عدة فراغات بين الأساسات والبلاط تستدعي إعادتها من جديد.. وجود اختلاف في مستوى الأرض يصل إلى 2 سم من غرفة إلى أخرى، وهو ما يعكس -حسب ذات المتحدث- إنجاز المشروع بطريقة عشوائية بعيدة كل البعد عن احترام المقاييس التقنية في البناء والتعمير.وفي سياق ذي صلة، وقفنا عند أحد المظاهر التي تدعو بالفعل إلى دق ناقوس الخطر وتكوين لجان خاصة لمتابعة سير المشاريع السكنية أين اكتشف أحد المستفيدين بعد قيامه بعملية الهدم وجود عدة أكياس للإسمنت محشوة وسط البناء استعملت لإتمام الجدار بالأكياس من الورق بدلا من إتمام بناء الحائط بالآجر -حسب التقرير-.. أنابيب الغاز والماء والدهن وحتى المرحاض كانت منجزة بطريقة عشوائية وغير متقنة، زيادة على كل هذا لم يتم ربط العمارات بأهم المتطلبات من غاز وماء وكهرباء، وفي هذا الصدد أكد لنا مسؤول بديوان الترقية والتسيير العقاري قيام الجهات المتخصصة في الوقت الحالي بدراسة هيدروجيلوجية للتمكن من ربط المنطقة بالماء وفق طريقة علمية تستعمل في الأماكن الوعرة، أما الكهرباء والغاز فسيتم ربطهما في غضون شهرين، من جهة أخرى لم يحدد محدثنا المدة الزمنية التي تستغرقها تهيئة الطريق نظرا لطبيعتها الصعبة جدا، إلى ذلك طالب المستفيدون بلجنة تحقيق تقنية في أقرب وقت للوقوف على وضعية السكنات.