دخل السجناء الجزائريون بليبيا في إضراب عن الطعام بداية من أول أمس الخميس، في حين قام أربعة منهم بخياطة أفواههم احتجاجا على رفض ترحيلهم إلى الجزائر لاستكمال مدة العقوبة، وقد تضامنت حوالي 20 سجينة جزائرية مع المضربين، الذين يطالبون الجهات الدبلوماسية الليبية والجزائرية بتفعيل اتفاقية تبادل السجناء. * وكشفت مصادر من داخل سجن جديدة بطرابلس في اتصال هاتفي مع "الشروق اليومي" عن شروع حوالي 80 سجينا جزائريا أغلبهم محكوم عليهم بالمؤبد في إضراب مفتوح عن الطعام، من ضمنهم سجينات توجهن أحكاما خفيفة تتراوح ما بين عامين وثلاث سنوات، من أجل دفع السلطات الجزائرية والليبية إلى تفعيل اتفاقية تبادل السجناء، وتمكينهم من قضاء ما تبقى من فترة العقوبة في السجون الجزائرية. * وقد اشتكى السجناء من تدني ظروف الإقامة وفقدانهم القدرة على الصبر، مؤكدين "للشروق" استحالة قدرتهم على التحمل أكثر، خاصة بعد أن أعلمهم الناطق باسم عائلات المساجين عبد القادر قاسيمي بأن اتفاقية الترحيل لم يتم ترسيمها بعد، وما تزال مجرد حديث تتداوله وسائل الإعلام. * وتصر السلطات الليبية على تجاهل نداءات السجناء الجزائريين، مقابل قيامها بتسوية وضعية سجناء آخرين ينتمون لدول عربية وأجنبية مختلفة، حيث قامت مؤخرا بتجميع السجناء المصريين بسجن جديدة الواقع بالعاصمة طرابلس، استعدادا لترحيلهم إلى بلدهم خلال الأيام القليلة القادمة، في حين أنها ترفض القيام بالمثل مع السجناء الجزائريين الذين أخضعوا لمحاكمات غير عادلة، نجم عنها تسليط عقوبات جد قاسية عليهم وصلت إلى السجن المؤبد. * وأمام تدهور الظروف النفسية والصحية للسجناء الجزائريين الذين وجهوا مجموعة من رسائل الاستغاثة لرئاسة الجمهورية وكذا للوزير الأول أحمد أويحيى، قرروا استئناف الإضراب عن الطعام بداية من زوال أول أمس الخميس، في سبيل إسماع أصواتهم إلى من هم خارج أسوار سجن جديدة، في حين عمد أربعة منهم إلى خياطة أفواههم بالإبر، في خطوة منهم لتأكيد إصرارهم على الإضراب عن الطعام. * ويتواجد بسجن جديدة 62 سجينا وما لا يقل عن 18 سجينة جزائرية، بعضهن حكم عليهم بالمؤبد وأخريات سلطت عليهم أحكاما خفيفة لا تتجاوز مدة ثلاث سنوات، قررن الانضمام إلى الحركة الاحتجاجية من أجل تفعيل اتفاقية تبادل السجناء، التي تعمد السلطات الليبية على تعطيلها في كل مرة لأنها تشترط أن الجزائر حوالي 27 سجينا ليبيا تورطوا في قضايا إرهابية. * * السجناء يطالبون بتحاليل طبية حول السيدا * أفادت مصادر من داخل سجن جديدة بأن المساجين الجزائريين طالبوا إدارة سجن جديدة بإجراء تحاليل طبية تؤكد عدم انتقال مرض السيدا إليهم، بعد أن تم تسجيل مؤخرا وفاة سجين من أصل نيجيري بهذا المرض، وقد كان يقيم في زنزانة رفقة 8 جزائريين آخرين، وهو ما لم تستجب إليه إدارة السجن التي تجاهلت كل النداءات التي بلغتها، مما دفع بالمساجين الجزائريين إلى شن إضراب مفتوح عن الطعام، وكذا الإقدام على عملية خياطة الأفواه رغم الألم الشديد الذي تسببه، وقد أقدم على العملية كل من السجين علي مامون من ولاية تڤرت، وحمد علي من إليزي وهو يعاني من شلل نصفي، وودان محمد من غليزان وعبد الحميد بن مسعود من وادي سوف، وهم جميعهم محكوم عليهم بالمؤبد. * *