الحفل الذي أقيم للاحتفال بذكرى تأسيس النادي العاصمي العريق لم يكن أبناء المسيرين التاريخيين لمولودية الجزائر ومؤسسيها رحماء بأصحاب الحل والعقد في النادي العاصمي حاليا، حيث استغلوا الحفل الذي أقيم في بداية أمسية الجمعة برايس حميدو للاحتفال بذكرى تأسيس النادي العاصمي العريق، لتكريم عائلات ستة مسيرين تاريخيين، لإفراغ ما في جعبتهم. * ولعل أكثر المنتفضين بالمناسبة كان ابن الراحل مولود جازولي الذي وافته المنية منذ بضعة أسابيع. مختار جازولي أراد بالمناسبة الثأر لوالده وهو في العالم الآخر، بعد أن لقي تجاهل أحفاده الذين أمسكوا بمقاليد الأمور في العميد طوال السنوات الأخيرة في حياته، "إنه لمن العار أن لا يفكر المسيرون الحاليون حتى في إقامة دقيقة صمت عند استضافة شبيبة القبائل بملعب بولوغين، وهي المباراة التي أجريت أياما فقط بعد وفاة والدي، في الوقت الذي لا تتوانى الفرق الأخرى في تخليد أرواح مناصريها فما بالك بمسيريها التارخيين" قال ابن المرحوم جازولي، قبل أن يتهجم بعبارات قوية على بعض أعضاء عائلة المولودية الذين اتهمم بإقصاء عائلات المؤسسين والمسيرين الأوائل للفريق من الجمعية العامة، "الذين شطبوا أسماءنا من تركيبة الجمعية العامة يتواجدون بيننا في هذه القاعة، يريدون تزييف التاريخ ولكنهم لن يتمكنوا من ذلك، لأن وصمة العار ستظل تلاحقهم إلى آخر أيامهم". * وكان كمال عوف، ابن أحد مؤسسي العميد قد سبق مختار جازولي إلى منصة التكريم، حيث لم يتردد في كلمته التي ألقاها بالمناسبة في الدعوة إلى إرجاع المولودية إلى أبنائها الشرعيين، على حد تعبيره، في إشارة منه إلى عدم اعترافه بشرعية الإدارة الحالية للنادي، التي يعتبرها غريبة عنه، في الوقت الذي حاول عمر قطرنجي، ابن الرئيس الأسبق لأبناء باب الوادي مصطفى قطرنجي أن يجمع الشمل من خلال دعوته الحاضرين الذين يمثلون مختلف الحساسيات في عائلة العميد لأن يتوحدوا ويتركوا خلافاتهم جانبا. * * "ملايير سوناطراك لا تنسينا في الفروع ال 13 المسلوبة" * ولعل الذي تجاوب معه الحاضرون بصفة خاصة الرسالة التي حررها منظمو الحفل، أي جماعة أنصار رايس حميدو بقيادة محمد عيساني، الرئيس الأسبق للجنة أنصار العميد، حيث تضمنت عدة رسائل مشفرة من بينها تلك الداعية لاسترجاع الفروع ال 13 الأخرى من المؤسسة البترولية، "نرفض أن نتنازل عن الفروع الرياضية الأخرى التي صنعت أمجاد المولودية لمجرد أن تمنحنا سوناطراك 10 ملايير سنتيم سنويا، لتستحوذ على تاريخ مليئ بالألقاب والتتويجات مثلما يدل عليه احتفاظها بعشرات الكؤوس في خزانتها الخاصة، وهي الكؤوس التي لا يمكن أن تشترى بالأموال"، جاء في نص الرسالة التي تلاها أحد الأنصار في هذا اللقاء، والتي تضمنت أيضا رفضا قاطعا "بأن تبقى المولودية أسيرة رجل أو اثنين يتحكمان في مصير الفريق" في إشارة واضحة إلى من يوصف بالرجل القوي في العميد، سفير الجزائر بروما رشيد معريف، ومحمد جواد الذي عاد إلى الواجهة منذ بداية الموسم الجاري ممثلا عن أهم شريك للنادي العاصمي. * اللهجة المتشددة التي ميزت الخطاب الذي ألقي بالمناسبة، رافقتها دعوة صريحة إلى الحاضرين الممثلين لمعظم التيارات المتناحرة في عائلة المولودية للتوحد وترك الخلافات جانبا، وهو الهدف الرئيسي الذي كان وراء هذا اللقاء، على حد قول محمد عيساني أحد المبادرين لهذه الالتفاتة "ليست لدينا أية خلفية من وراء تنظيم هذا الاحتفال المتواضع، سوى أننا نريد فقط جمع شمل المولودية بعد سنوات طويلة من التناحر، والدليل أننا وجهنا الدعوة لكل الحساسيات، ولو أن البعض آثر الغياب". * تبقى الإشارة في هذا الصدد إلى أن الصدفة أرادت أن يقام الاحتفال في نفس البلدية التي احتضنت أول مقابلة رسمية لمولودية الجزائر غداة تأسيسها في 1921، مثلما حرص على التذكير به رئيس بلدية الرايس حميدو الذي لبى دعوة المنظمين، يومها كان انهزم الفريق الجزائري الأول بثمانية أهداف نظيفة، ومع ذلك كانت فرحة كل الذين حضروا المباراة لا توصف بعد أن تحقق حلم الجزائريين بامتلاك ناد وطني الهوية مائة بالمائة، في مظهر جديد من مظاهر مقاومة الاحتلال الغاصب.