المرشد العام للإخوان المسلمين: محمد مهدي عاكف فصل المرشد العام للإخوان المسلمين نهائيا في الصراع بين جناحي حركة مجتمع السلم (أبو جرة سلطاني وعبد المجيد مناصرة). * * *"أنا على علم بكل تفاصيل الصراع ولن أعترف بالطرفين بعد الآن" * وقال المرشد، السبت، في تصريحات للشروق اليومي "لقد أوقفت كل مساعي المصالحة بين الطرفين حتى يعودوا إلى الصلح"، مؤكدا أنه بعث برسالة إلى الطرفين يقول فيها "إنكم الآن لا تمثلون حركة الإخوان المسلمين ما دمتم على خصومة". * وبلغة حازمة قال مهدي عاكف الذي كانت له جولات في الوساطة بين جناحي حمس المتصارعين على خلفية ما حدث في المؤتمر الأخير: "إني اتخذت قراري هذا بناء على دراسة التفاصيل، وإني على علم بكل صغيرة وكبيرة، وأنا لا أعترف منذ الآن بأحد من الطرفين، ولا أحد منهما يمثل تنظيم وفكر الإخوان المسلمين في الجزائر". * وتوجه المرشد العام للإخوان المسلمين إلى جمهور الإخوان (مناضلو حمس) في الجزائر قائلا لهم "أنا أدعوكم للالتزام بفكر ومبادئ وأخلاق الإخوان" رافضا الدخول في التفاصيل. * بهذه العبارات الواضحة أنهى مهدي عاكف جهود الوساطة التي دخلت فيها القيادة الدولية لتنظيم الإخوان المسلمين منذ انفلات الأوضاع داخل حركة مجتمع السلم في الجزائر، بين جماعة أبوجرة سلطاني التي سيطرت على المجلس الشوري ، وجماعة التغيير بقيادة وزير الصناعة السابق عبد المجيد مناصرة، المدعومة من طرف هيئة المؤسسين ورفاق الراحل محفوظ نحناح وعائلته. * وتبدو الضربة قاسية وموجعة لطرفي الصراع سواء بالنسبة لجناح أبو جرة سلطاني الذي يتحدث باسم شرعية المؤتمر الأخير، هذه الشرعية التي تصبح في منظور مناضلي حمس لا معنى لها دون تزكية التنظيم الدولي لقيادة الإخوان المسلمين، ما يجعل مناضلي حمس المعروفين بارتباطهم الفكري والعاطفي بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، يجعلهم في حيرة من أمرهم خاصة مع صعوبة عودة جهود الصلح بين رجلين من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يجلسا مجددا إلى بعضيهما، كما يشكل قرار المرشد أيضا ضربة موجعة لتيار التغيير الذي راهن كثيرا على الدعم المعنوي لمرجعية الإخوان، خاصة مع التجاوب الكبير الذي أبداه المرشد وجماعته مع شكاوى وتظلمات جماعة مناصرة، إلا أن الأمور تبدو أنها قد تغيرت جذريا بقرار ما يفتح الأفق أمام عدد من السيناريوهات التي قد تضعف بشكل واضح هياكل حركة حمس وتدفعها إلى التراجع شعبيا وانتخابيا.