المصالحة التاريخية للقذافي مع الملك عبد الله على هامش قمة الدوحة قد يجد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، الممثل الوحيد للعرب، في قمة مجموعة العشرين التي تعقد اليوم الخميس بلندن لإيجاد حلول للازمة الاقتصادية العالمية، نفسه أمام سيناريو مماثل للذي عاشه قبل أيام في القمة العربية بالدوحة بعد "الخرجة" غير المتوقعة للزعيم الليبي معمر القذافي، التي انتهت بتصالح الزعيمين. * * لكن وعلى خلاف قمة الدوحة فإن القذافي لن يكون حاضرا في قمة لندن لكن هناك مخاوف أن "يفعلها" الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ويكرر سيناريو القذافي في قمة لندن، حيث هدد ساركوزي بالانسحاب من القمة، ونقلت يومية "لوفيغارو" الفرنسية عن ساركوزي قوله عقب اجتماع لمجلس الوزراء إنه "إذا لم يحصل تقدم في (قمة) لندن فسأنهض وأترك الاجتماع وستكون سياسة الكرسي الفارغ"، مضيفا أن "الخطر ليس في الفشل بقدر ما هو في نجاح غير حقيقي يأتي على شاكلة عبارات رنانة ولكن لا تلزم أحدا". وتهديد ساكوزي موجه بالأساس الى أمريكا التي يعتبرها بيت الداء الذي يصيب الاقتصاد العالمي، وهي المسؤولة عن الأزمة العالية العالمية وبريطانيا، الدولة المستضيفة، أو شقيقة امريكا "الانغلوساكسونية"، المسؤولة هي الأخرى عبر ممارساتها المالية النابعة مثل أمريكا من ثقافة المخاطرة الانغلوساسكونية التي أدت الى الأزمة المالية التي تضرب العالم حاليا. * ويرى ساركوزي، وتتفق المستشارة الألمانية انغيلا ميركل معه في هذا الصدد الى حد كبير، أن ما يحاول الرئيس الاميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون فرضه في قمة لندن وخاصة ضرورة ضخ أموال جديدة عبر خطط تحفيز اقتصادية جديدة ليس هو العلاج اللازم للازمة المالية العالمية التي ترى باريس وبرلين أنها صناعة أمريكية في الاساس وجاء نتيجة للمارسات المالية "الانغلوساكسونية" التي تتميز بالجشع والمخاطرة، ولهذا يتوجب قبل كل شيء وضع أسس وقواعد تنظيمية للبنوك والمؤسسات المالية العالمية لمنع تكرار الممارسات السابقة التي ادت الى الأزمة المالية العالمية الحالية. * وتعقد قمة لندن اليوم، والتي سيحضرها زعماء أكبر عشرين اقتصادا في العالم والذين تشكل بلدانهم 90 % من الاقتصاد العالمي وسط مخاوف أمنية كبيرة خاصة من مظاهرات عنيفة من الجمعيات المعادية للعولمة والرأسمالية المتوحشة.