شرعت منذ أسابيع قليلة "قيادات" تنتمي إلى التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في ربط اتصالات مع عائلاتها من أجل وقف أنشطتهم الإرهابية. * والإستفادة من العفو في إطار المصالحة الوطنية التي أبقى رئيس الجمهورية بابها مفتوحا أمام كل المسلحين الراغبين في العودة إلى أحضان المجتمع. * وحسب ما علمته "الشروق"، فإنه ومنذ النداء الذي وجهه حسان حطاب، مؤسس "الجماعة السلفية" في الثالث عشر فيفري الماضي، واعتماد رئيس الجمهورية في تجمعاته الشعبية المتعلقة بالحملة الانتخابية على نشر قيم التسامح بين جميع الجزائريين، جعل بعض (القيادات) داخل التنظيم الإرهابي تسارع إلى معرفة المزيد من التفاصيل ومعرفة الطرق التي تتعامل بها أجهزة الأمن مع التائبين، كما أحدث النداء الأخير الموجه من طرف أربعة أمراء من أبرز مؤسسي (الجماعة السلفية) ودعوتهم لعناصر هذه الأخيرة إلى التخلي عن السلاح والعودة إلى الأهل في ظل تحسّن الظروف وتغير الأوضاع نحو الأحسن، ردود أفعال طيبة في أوساط عائلات المسلحين بولاية جيجل، حيث تجدّدت الإتصالات بين المسلحين وأفراد عائلاتهم، بعد استجابة العناصر المسلحة للعديد من المبادرات السلمية، حيث سبق وأن شهدت الولاية توبة أزيد من 125 مسلح برفقة 25 امرأة وأكثر من 45 طفلا خارج المدة المحدّدة في المراسيم التنفيذية التي تضمنها الأمر الرئاسي المتعلق بتطبيق وتنفيذ ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. * ذات المصادر، أكدت بأن (الحراك) الذي تشهده الساحة السياسية الجزائرية ورغبة الجميع في إطفاء نار الفتنة، جعل (قياديين) من "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" يقتنعون ومنهم الأمير (لملوم عمار) المولود بتاريخ 18 أفريل 1970 وهو من العناصر (المتخصصة) في زراعة القنابل والألغام، والأمير (بوعوقة عيسى) الذي يقود جماعة متكونة من حوالي 10 مسلحين، تعرف باسم جماعة (الشادية)، التي تنشط على محور السلسلة الجبلية الممتدة عبر بلديات قاوس، تاكسانة، الأمير عبد القادر، انطلاقا من جبال بني خطاب، مرورا بأزاون وصولا إلى الشادية وبوهلال. * وقد سبق لهذا (الأمير) الذي أصيب في عملية القضاء على الإرهابي (دوخان فريد) بمنطقة لعقابي بوسط مدينة جيجل في شهر أكتوبر 2008 على يد قوات الأمن، وأن دخل في اتصالات منذ حوالي 5 سنوات، لترتيب عملية نزوله من الجبل برفقة الأمير (بوالفوس نور الدين) المدعو (أبو علي)، إلا أن الاتصالات تعثرت في آخر لحظة بسبب تردّده، حيث اقتصر النزول يومها على أمير "كتيبة الفرقان" المدعو (بو الفوس نور الدين) وأمير "كتيبة الأهوال" (فانيط بوجمعة) المدعو (أبو العباس) برفقة 7 مسلحين. * مصادرنا أكدت أيضا على رغبة المسؤول الأول على الشؤون المالية بتنظيم "الجماعة السلفية" (أحمد دغدغ) الشهير باسم (عبد الإله) البالغ من العمر 43 سنة، في التخلي عن النشاط المسلح والإستفادة من العفو في إطار المصالحة الوطنية، ويعد هذا العنصر المسلح من أبرز القياديين داخل التنظيم الإرهابي، حيث سبق للشرطة الدولية (أنتربول) وأن أصدرت في شهر أكتوبر 2008 أمرا دوليا بالقبض عليه، وقبلها قيام الخزانة الأمريكية بتجميد ودائعه خلال شهر ماي 2008 برفقة ثلاثة قياديين آخرين وهم (صلاح القاسمي) المدعو (أبو محمد) مسؤول لجنة الإعلام والترويج (بالجماعة السلفية) يبلغ من العمر 38 سنة، و(جوادي يحيى) الشهير باسم (يحيى أبو عمار) البالغ من العمر 42 سنة، مكلف بتقديم الدعم المالي والعملياتي للتنظيم الإرهابي، عبر منطقة المغرب العربي ودول الشمال الإفريقي، و(حمادو عابد) المدعو (عبد الحميد أبو زيد) البالغ من العمر 44 سنة، نائب أمير (كتيبة طارق بن زياد) التي نسب لها ولعناصرها المشاركة والتورط في اختطاف الرعيتين النمساويتين.