أفادت مصادر مطلعة بوقائع التطبيق الميداني لميثاق السلم والمصالحة الوطنية ل "الفجر" أن لجانا مكونة من أخصائيين نفسانيين واجتماعيين شرعت في الأيام القليلة الماضية في التوجه نحو عائلات المسلحين ومعارفهم، تحثهم على الاتصال بهم وإقناعهم بالعودة إلى أحضان المجتمع والاستفادة من مشروع المصالحة الوطنية الذي مازال مفتوحا• ويتزامن هذا مع تواصل وتكثيف الخطاب الرسمي المعلن من مختلف مؤسسات الدولة، الذي يؤكد استمرار تدابير المصالحة ويدعو للاستفادة منها والنداء الأخير الذي وجهه حسان حطاب، يتبرأ فيه من الأعمال الدموية ويدعو للعدول عن العمل المسلح والعودة إلى أحضان المجتمع• وأوضحت نفس المصادر أن اللجان التي توفد إلى عائلات بقايا المسلحين ومعارفهم متكونة من أخصائيين، وتحاول هذه اللجان حث العائلات على ضرورة الاتصال بذويهم بالطريقة التي تراها مناسبة على أن تقنعهم بالتوبة والعودة إلى أحضان المجتمع• كما تعكف هذه الخلايا على شرح الضمانات التي تقدمها الدولة لصالح هؤلاء في حال اقتناعهم بالانضمام إلى مسعى ميثاق السلم والمصالحة الوطنية• ويتزامن هذا الإجراء، الذي من شأنه أن يأتي بنتائج مرضية ويطوي الأزمة نهائيا، مع تسليم أمير كتيبة الأنصار المكنى" أبو تميم " نفسه لمصالح الأمن، حسب ما نقلته مصادر إعلامية، أمس الأول، وتم ذلك حسب نفس المصدر بضاحية عزازقة بولاية تيزي وزو• ويعد المدعو أبو تميم ثاني عنصر يعتزل العمل الإرهابي ويسلم نفسه لمصالح الأمن في ظرف زمني قصير، وهو ما يترجم نجاح الدعوة للمصالحة ورمي السلاح، ويؤكد وجود صراعات وانقسامات وخلافات داخل التنظيم الدموي الذي يقوده عبد المالك دروكدال، بسبب منهجه التكفيري الدموي المجسد في أسلوب العمليات الانتحارية، التي راح ضحيتها المئات من الأبرياء العزل من جهة، بالإضافة إلى تضييق الخناق والحصار الأمني على جماعات الدعم والإسناد وتفكيك عدد منها بشرق البلاد، التي كانت تتخذها الجماعات المسلحة قاعدة خلفية لتموينها بالأدوية والمؤونة من جهة أخرى• كما عجز التنظيم الذي يسمى نفسه بقاعدة بلاد المغرب الإسلامي مرات كثيرة عن تجنيد واستقطاب عناصر جديدة، لاسيما من فئة الشباب• كل هذه العوامل مجتمعة، حسب المحللين والمتتبعين للوضع الأمني بالجزائر، جعلت الكثير من عناصر بقايا العناصر المسلحة تبدي نيتها في العودة إلى جادة الصواب والارتماء في أحضان المجتمع والاستفادة من مشروع المصالحة الوطنية• من جهة أخرى، لم تستبعد تحليلات المتتبعين أن تكون الخرجات المتتالية لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان يعلن كل مرة عن نيته في ترقية مشروع السلم والمصالحة الوطنية، كانت آخرها لدى افتتاحه السنة القضائية الجديدة، بالإضافة الى تأكيد الوزير الأول أحمد أويحيى في أول ظهور له أثناء عرض مخطط حكومته أمام غرفتي البرلمان أن أبواب المصالحة الوطنية مازالت مفتوحة، وقد أثمرت وتركت وقعا إيجابيا لدى نفسية بقايا العناصر المسلحة واقتناعها بالعودة واستعدادها للتخلي عن العمل المسلح والاستفادة من المصالحة الوطنية، كما كان لوقع النداء الذي وجهه مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال، حسان حطاب، الذي يدعو من خلاله الى إلقاء السلاح والاستفادة من ميثاق المصالحة الوطنية، أثر هو الآخر في نفسية بقايا هذه الجماعات•