واصلت أسعار النفط الخام تحليقها الجمعة، لتبلغ مستويات قياسية، بارتفاع أكثر من دولارين للبرميل بسبب تدهور قيمة صرف الدولار أمام اليورو، وضخ المستثمرين أموالهم في مضاربات هذا السوق بعد أن عززت التوقعات باحتمال قيام الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) مواصلة خفض أسعار الفائدة. بموازاة ذلك ارتفعت أسعار البترول في سوق التجزئة إلى مستويات قياسية فوق الثلاثة دولارات للغالون في محطات البترول في الولاياتالمتحدةالأمريكية.ففي التعاملات الإلكترونية لبورصة نيويورك في الأسواق الآسيوية الجمعة، قفز سعر عقود خام النفط الخفيف، تسليم شهر إبريل المقبل، إلى مستويات قياسية بلغت 103.05 دولارا للبرميل، قبل أن تنزلق إلى 102.92 دولارا للبرميل أعلى ب33 سنتاً.وكانت هذه العقود قد قفزت الخميس 2.95 دولاراً لتستقر في سعر الإغلاق عند مستوى قياسي بلغ 102.59 دولاراً للبرميل.ووفق مراقبين فإن أسباب صعود النفط تعود لسلسلة تقارير أمريكية، أحدها تعليق صادر عن رئيس الاحتياطي الفيدرالي بن برنانكه بأن الاقتصاد مازال عرضة لخطر تباطؤ النمو، وأن تزايد المخاوف من التضخم قد "تعقد" مساعي الاحتياط الفيدرالي لتحفيز الاقتصاد، فيما أشار تقرير ثاني صادر عن وزارة التجارة الأمريكية إلى أن إجمالي الناتج المحلي نما فقط 0.6 في المائة في الربع الأخير، وهو أقل من التوقعات.كذلك أشار تقرير آخر صادر عن وزارة العمل الأمريكية إلى ارتفاع معدل البطالة، إذ بلغ عدد طالبي المعونات إلى 19 ألف شخص الأسبوع الفائت وأكثر من التوقعات.ويلعب عامل تراجع الدولار حافزا في دفع المستثمرين إلى ضخ رؤوس أموالهم في البورصات وتحديدا في حمى الشراء لعقود النفط الآجلة رغم المخاطر، إذ أن بقاءها في المصارف مع تواصل تخفيض قيمة الفائدة يتسبب بخسارة القيمة الحقيقية للنقود بسبب التضخم ما يخلق عائدا سلبيا عليها.وكانت وكالة الطاقة الأمريكية أشارت في تقريرها الأسبوعي الصادر الأربعاء إلى تراجع مخزون احتياطي الولاياتالمتحدةالأمريكية من الغاز الطبيعي بقرابة 151 مليار قدم مكعب الأسبوع الفائت، أقل بشكل طفيف عن التوقعات.وفي لندن، ارتفع خام برنت لتسليم أبريل 2.63 دولارا ليستقر عند 100.90 دولارا للبرميل الخميس.