سجلت أسعار النفط معدلات قياسية جديدة امس بسبب بيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة أدت الى مزيد من التدهور في قيمة الدولار وإقبال شديد على أسواق السلع الأولية اضافة إلى ارتفاع الطلب على الوقود في الشتاء بالولاياتالمتحدة وأوروبا مع انخفاض درجات الحرارة· وتجاوز مزيج برنت ال 100 دولار الى 100.53 مسجلا بذلك مستوى قياسيا جديدا فيما ارتفع الخام الامريكي الخفيف 72 سنتا الى 101.60 دولار للبرميل بعد أن قفز الى مستوى قياسي عند 102 دولار ليقترب من معادلة الذروة التي سجلها عام 1980 التي تبلغ 102.53 دولار اذا احتسب التضخم· وقال محللون إن هذه الارتفاعات لا علاقة لها البتة بمستوى المعروض من النفط ولكن ترتبط أساسا بحالة الاقتصاد الامريكي التي باتت تبعث على القلق وهو ما يدعم مقاربة منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك· وهبط الدولار الامريكي الى أدنى مستوى على الاطلاق مقابل سلة من العملات الرئيسية بعد أن برزت بيانات ضعيفة التوقعات القاتمة للإقتصاد الأمريكي وعززت تصريحات لمسؤول كبير في المجلس الاحتياطي الاتحادي (بنك المركزي الامريكي) التوقعات بمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة الامريكية· وواصل اليورو الصعود الى مستويات لم يشهدها من قبل فوق 1.50 دولار في حين ساعد ارتفاع أسعار السلع الأولوية في تعزيز أسعار عملات أخرى· وجاء هبوط الدولار على خلفية تصريحات متشائمة لنائب رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي دونالد كون الذي قال يوم أمس الثلاثاء أن ضعف الاقتصاد الامريكي مبعث للقلق أكبر من مخاطر زيادة التضخم، مشيرا الى استعداد المجلس لمواصلة خفض سعر فائدة الاموال الاتحادية فيما يواجه البنك المركزي "أوقاتا صعبة"· وعلى النقيض من البيانات الامريكية القاتمة جاءت التقارير الاقتصادية الاخيرة عن منطقة اليورو افضل من المتوقع· وكان الاحتياطي الفديرالي الامريكي قد خفض الفائدة خلال الشهر الماضي لتصل الى 3 بالمئة في محاولة لكبح اتجاه اقتصاد البلاد نحو الركود وتؤكد هذه المعطيات صحة مقاربة منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك بخصوص ما يجب اتخاذه من قرارات في اجتماعها الذي ستعقده في الخامس مارس في فيينا لجهة تخفيض الانتاج أو تثبيته في مستواه الحالي بسبب المخاوف من أن يؤدي تباطؤ النمو الأمريكي الى تراجع الطلب على النفط من أكبر دولة مستهلكة له· وجدد وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل رئيس منظمة البلدان المصدرة للنفط تمسك أوبك بهذه المقاربة، حين صرح أمس الثلاثاء أن "تباطوء الاقتصاد الأمريكي الى جانب التراجع الموسمي في الاستهلاك سيؤثران على الطلب على النفط "وأن أوبك لن تزيد الانتاج" عندما يجتمع وزراؤها في فيينا الأسبوع المقبل"· وأوضح السيد خليل "أن مخزون البنزين مرتفع وعندنا انخفاض الطلبي في الربع الثاني ومع الوضع الاقتصادي في الولاياتالمتحدة الذي يحتمل أن يكون ركودا فإن الطلب سينخفض بكل تأكيد·