".. لم نكن نعتقد أنه سيتم إقصاؤنا من الإحصاء تماما مثل قفة رمضان.. تعودنا على الإقصاء حتى في الواجبات.."، عبارات كثيرة تلك التي حملتها تقارير مراسلي "الشروق" من مختلف الولايات.. فإذا كان قاطنو '"الفيلات" تم إقصاؤهم، فهل وصلت استمارات الأعوان إلى مناطق تواجد البدو الرحل؟ في العاصمة وتحت ضغط الكثافة السكانية العالية نسي الأعوان المكلفون بالإحصاء العديد من العائلات والتي حاولت تبليغ شكواها للجهات، لكنها قوبلت بالطرد على غرار إحدى العائلات القاطنة ببلدية بلوزداد واشتكت الكثير من العائلات أنهم لم يتم إشعارهم قبل عملية إحصائهم بالإشعار على غرار الحملة الإعلامية الضخمة التي روجت للعملية لا سيما منها عبر وسائل الإعلام الثقيلة حتى اعتقد المواطنون أنهم أمام إحصاء مصيري مما جعلهم ينتظرون أعوان الإحصاء واستغربت عائلات ردت عليها بعض الجهات المحلية على أنهم ربما لم يكونو في البيت مما جعلهم يؤكدون أنهم طيلة مدة 15 يوما لم يترك منهم أحد البيت شاغرا. سقوط مبلغ 3000 دج وراء هروب أعوان الإحصاء أفادت تقارير مراسلنا من ولاية قسنطينة في سبر آراء أجراه لبعض العائلات منذ نهاية العملية أن الكثير من العائلات تقطن بكبرى أحياء الولاية على غرار بوصوف، سعدات، بوجنانة.. لم يطرق أعوان الإحصاء منازلها لدرجة أن البعض ممن اقترب منهم مراسل الشروق تفاجأوا =إن كانت العملية قد انتهت أم لا، وهل سيتم تمديد فتراتها، ويحدث هذا بالرغم من أن مسؤولي بلدية قسنطينة وصفوا العملية بالناجحة، وفي رد فعل ساخر، أجابت بعض العائلات على مراسل "الشروق" من ولاية قسنطينة، فيما إذا كان الإحصاء بدأ أو لا؟ وتشير تقارير مراسلينا في مناطق الشرق من الوطن أن عدد الذين لم تشملهم عملية الإحصاء بعد إنتهاء العملية لا سيما منها أين تكثر مناطق القصدير أكثر من الذين تم استبيانهم، وفي ولايات الغرب أسقطت العديد من فرق العدادين الذين تم تسخيرهم للإحصاء الوطني مؤخرا من أجندتها بعض العائلات والمناطق، إلى درجة أن معلومات حصلت عليها "الشروق اليومي" من مراسليها بالمنطقة أشارت إلى أن إسقاط بعض العائلات كان بفعل فاعل أحيانا ولاحتواء العمل المتواصل، وانخفضت عملية استبيان العائلات خلال الأسبوع الثاني، أين بدا الإرهاق والتعب يصيب أعوان الإحصاء.واتجه بعض أعوان الإحصاء إلى رفض زيارة بعض العائلات بعد تحفيض مبلغ ب3000 دينار، من أجرتهم فيما بعض الأعوان ولا سيما منهم من الجنس اللطيف رفض الدخول إلى بعض الأحياء "المافياوية" في ولايات عدة من الغرب الجزائري على غرار ولاية وهران حيث حرم بعض الشباب ممن يعرفون باللصوص من توغل أعوان الإحصاء في ظل غياب حماية مباشرة. لصوص يمنعون أعوان الإحصاء من الدخول إلى مقاطعاتهم تفيد تقارير مراسلنا من ولاية تيارت أن أحد العدادين لجأ إلى وضع أرقام خيالية في بعض البيوت التي رفض أصحابها استقباله فيها، مثل بيت قام صاحبه بملاحقته بعصا وطرده، وهو الأمر ذاته الذي وقع أيضا في أحياء خطيرة ببلعباس، مثل حي الأمير عبد القادر الشعبي، أو المعروف بالقرابة، حيث قام بعض العدادين بالتهرب من تحمل مسؤولية ذلك الحي نظرا لخطورته، وأشار لنا أحدهم أنه لم يحص الكثير من العائلات هناك بسبب اختلاط الأنساب في جزء من الحي، حتى أن البعض في أحياء أخرى كسيدي الهواري في وهران ما إن علمت أن القضية لا تتعلق بسكنات أو توزيع أموال حتى رفضت أن تشملها العملية، وليس الغضب من الأوضاع الاجتماعية الفقيرة هو سبب الرفض فقط، ولكن في إحدى البلديات بولاية عين تموشنت، رفض المواطنون الالتزام بالعملية أو استقبال العدادين فقط، لأن المير والمنتخبين قاموا بتوظيف أبنائهم وأقاربهم للمرور على البيوت والسكنات، وهو ما صعب على المواطنين هضمه فقاموا بمقاطعة العملية كليا إلا بعض الحالات الاستثنائية.