مترددون.. لكنهم راغبون في التوبة بعد حسان حطاب (أبو حمزة)، وجّه عماري صايفي، المدعو "عبد الرزاق البارا"، ضربة قاصمة لقيادة التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، وتأتي رسالة "البارا" لتؤكد ما أكدته رسائل وخرجات "أبو حمزة"، بشأن سلامتهما الجسدية والنفسية، بعيدا عن الأباطيل التي حاولت جماعة "درودكال" الترويج لها عبر مواقعها الإلكترونية على شبكة الأنترنيت، تارة بفبركة سيناريوهات باطلة تتحدث زورا وبهتانا عن تعرض "الأمراء" وكل "التائبين" الذين يسلمون أنفسهم إلى "التعذيب" والتعنيف والضغط بغرض إنتزاع إعترافات وشهادات!. * في نفس السياق، لجأت قيادة "الجماعة السلفية" خلال أحد فصول ترهيبها ونقل الرعب إلى عناصرها المترددة والراغبة في الإستسلام والتخلي عن النشاط المسلح، مقابل الإستفادة من التدابير التخفيفية المتضمنة في ميثاق السلم والمصالحة، لجأت إلى تسويق مزاعم، مفادها "تصفية" كل مسلح يسلّم نفسه للسلطات، وهي الأكاذيب التي أسقطتها في الماء شهادات وإعترافات عشرات التائبين و"الأمراء" ممن تمّ إدماجهم في المجتمع وفق ما تسمح به القوانين السارية المفعول. * وليست رسالة حسان حطاب، وبعدها عماري صايفي، سوى دليل آخر على "الوضعية الطبيعية" التي يتواجد عليها هؤلاء، وهو ما يعتبره مراقبون، شوكة جديدة في حلق "الجماعة السلفية" خاصة التيار المتشدد الرافض لخيار التوبة والتخلي عن العمل الإرهابي وإستباحة دماء الأبرياء والعزل من الجزائريين، ولا يستبعد متابعون للشأن الأمني، أن تتسبّب رسالة "البارا" التي جاءت مدعمة لرسالة "أبو حمزة"، قنابل شديدة المفعول داخل "هيئة أركان" التنظيم الإرهابي الذي يعرف منذ مدة سلسلة من الهزات الإرتدادية لزلزال السلم والمصالحة. * وتأتي رسالة عماري صايفي، وقبلها حسان حطاب، لتدعّم مسلسل التوبة والعودة إلى جادة الصواب من طرف مئات "المغرّر بهم"، في وقت تتالى فيه دعوات ونداءات النصح الموجهة للمسلحين من طرف علماء الأمة وكبار المشايخ والدعاة، الذين إصطفوا يدا واحدة وصوتا موحدا لمواجهة بقايا الإرهاب وغلاة التطرف والعبث بدماء وأعراض وأموال الجزائريين بإسم ما يسمى زورا وبهتانا حسب ما وقف عليه المفتون ب"الجهاد" الذي يركبه الإرهابيون لتغذية الفتنة ونشر التقتيل وتكريس المذابح. * ما يمكن تسميتها ب "القيادة الأخرى" لتنظيم "الجماعة السلفية"، بينها "حطاب" و"البارا" و"أمراء" آخرين، "خطاب مراد" المكنى "عمر عبد البر"، عضو مجلس الأعيان وعضو مجلس الشورى وعضو مؤسس ومسؤول اللجنة الإعلامية سابقا، "شريف سعيد" الملقب "أبو زكريا"، عضو مجلس الأعيان ومجلس الشورى ومؤسس التنظيم، وكذا "بن مسعود عبد القادر" المدعو "مصعب أبو داود"، أمير المنطقة التاسعة سابقا.. هذه القيادات تحوّلت برأي أوساط مراقبة إلى "سند" ومصدر طمأنينة وإقناع بالنسبة للمسلحين "الخائفين" والراغبين في وضع السلاح والإلتحاق بمئات التائبين المستفيدين من ميثاق السلم. * ويلتقي كل التائبين و"الأمراء" السابقين في زاوية واحدة، هي "إنحراف" تنظيم "الجماعة السلفية" بقيادة المدعو "عبد المالك درودكال"، حيث أصبح التنظيم سليلا ل"الجيا" في إعتداءاته المسلحة ومبرّراته "الشرعية"، وتؤكد بهذا الصدد، أغلب الشهادات والإعترافات الواردة على لسان التائبين الذين إختاروا طريق السلم والمصالحة، التجاوزات الحاصلة بمعاقل "الجماعة السلفية"، وهو ما فجّر "تسونامي" من الخلافات والنزاعات والإقتتال الداخلي، أفضى إلى فرار العديد من المسلحين و"إنزواء" آخرين ورغبتهم في الإلتحاق بطوائف زملائهم التائبين. * وقد ضربت رسائل حطاب وصايفي ومختلف "الأمراء" والقياديين السابقين ومؤسسي "الجماعة السلفية"، "الصورة البيضاء" التي ترسمها القيادة الحالية للتنظيم، من أجل إغراء وإقناع وإستدراج مجندين جدد يملأون الفراغ الذي صنعته توبة مئات العناصر التي إستجابت لنصح العلماء ونداءات زملائهم السابقين وللصفح الذي أطلقه الشعب والدولة من خلال ميثاق السلم والمصالحة الذي مازال مفتوحا إلى اليوم رغم إنقضاء آجاله القانونية.