في حادثة خطيرة تعد الثانية في تاريخ الشرطة بوهران، تمكنت امرأة مختلة عقليا من الدخول بكل سهولة ودون اعتراض من أحد إلى داخل مقر الأمن الحضري السادس بنهج شوبو بحي العثمانية (مارفال سابقا) عندما وجدته خاليا على عروشه ليلة الأربعاء الماضي، وقادتها خطواتها إلى مكتب عثرت فيه على بدلة شرطي قامت بارتدائها، ثم خرجت بالزي الأمني من المقر صوب الشارع من دون أن يتفطن لأمرها أي عون من فريق الشرطة المناوب في تلك الليلة. وقد أثارت الحادثة حالة استنفار قصوى هز وقعها مديرية الأمن الولائي لوهران التي أمر رئيسها بفتح تحقيق عاجل ومعمق حول ظروف وحيثيات القضية، مثلما يبقى من المحتمل جدا سماع محافظ الشرطة والعديد من أعوان الأمن التابعين للمقر لاسيما أعضاء الفريق الذي كان مكلفا ليلتها بمهمة المناوبة، وذلك للإدلاء بتصريحاتهم وتسجيل اعترافات كل طرف على حدة بخصوص مكان تواجده وماذا كان يفعل وقت وقوع الحادثة على مستوى المفتشية الجهوية للشرطة بوهران، ولا تستبعد مصادرنا أن يتم بمقتضى خطورة القضية وحساسيتها الأمنية وأيضا العوامل التي ساعدت على إنجاحها إلى آخر مرحلة وهي فرار الدخيلة تسليط عقوبات صارمة ومشددة ضد المسؤولين عن حالة الإهمال والتقصير خلال فترة أداء الوظيفة وتعريضهم مقرا أمنيا لخطر اقتحام شخص غريب كادت عواقبه أن تكون أثقل وأسوأ لو كانت الجهة المنفذة من معتادي الإجرام وغيرهم. وحسب مصادرنا دائما، فإن المرأة المريضة عقليا كانت قد نالت كل وقتها وراحتها وحريتها في التجوال داخل مقر الأمن السادس، حيث سجل أنها قامت بتقليب وتفتيش بعض الأقسام، أين وجدت داخل أحد المكاتب بدلة رجل شرطة استهواها منظرها، وراحت تلبسها متباهية بها، ثم انصرفت من حيث دخلت واتجهت بمنظر "زيها الجديد الرسمي" تقلد أعوان الأمن بأحد شوارع مارفال وتزعم تنظيم حركة المرور فيه، الأمر الذي أثار انتباه بعض المواطنين من خلال حركاتها الغريبة التي تؤكد أنها ليست في حالة طبيعية لاسيما مع منظرها وهي ترتدي بدلة رجل ليست على مقاسها، ليقوم أحدهم بتبليغ مصالح الأمن بالقضية التي توصلت إلى مصدر تلك البدلة وظروف سرقتها. الحادثة هذه تعد الثانية التي عرفها سلك الأمن بولاية وهران في ظرف سنتين تقريبا، حيث سبق أن تعرض مقر تابع للأمن الوطني بآرزيو إلى نفس الواقعة التي تزامن حدوثها مع زيارة رئيس الجمهورية "عبد العزيز بوتفليقة" إلى وهران، وكان بطلها طالب جامعيا يدعى "ت.ماسينيسا" بشارع الحدائق كان يعاني من اضطرابات نفسية وعصبية، أقدم على الدخول خفية إلى داخل المقر، وسرق منه بدلة شرطي وجدها معلقة على مشجب، ثم خرج بها هاربا إلى مساحة عمومية، لكن شعره الطويل جدا والذي كان مسترسلا إلى حد كتفيه أثار استغراب بعض الذين شاهدوه، بحكم أن رجال الأمن مجبرون على الظهور بحلاقة شعر رأس لا يمتد طوله عن مستوى الأذن، ليتم التبليغ عن حاله، وثبت فعلا أنه منتحل شخصية، لكن أخلي سبيله بعد التحقيق بعد التأكد من مرضه العقلي، ليفتح تحقيق مع المسؤولين عن الفلتان الرقابي والأمني على مستوى المقر الذي تعرض للحادثة.