صورة ارشيف كشفت إحصائية رسمية أن مشروع "أسرتك" الذي أطلقته الحكومة والقاضي بتزويد حوالي ستة ملايين أسرة جزائرية بأجهزة حاسوب وربطها بالإعلام الآلي، لقي فشلا ذريعا بعد ما يقارب أربع سنوات من دخوله حيز التنفيذ. * * وأوضحت الإحصائية أن 90 بالمائة من الجزائريين لم يتمكنوا من الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، بسبب هشاشة الشبكة الوطنية للأنترنيت عالي التدفق، من جهة وارتفاع أسعار أجهزة الحواسب بعدما رفضت البنوك تمويل العملية. * وبينت هذه الإحصائية، أن عملية التزود بالأنترنيت في الجزائر، تسير بخطى السلحفاة، بالرغم من الجهود الكبيرة التي وضعتها الدولة في خدمة المشروع، بحيث لم تحقق العملية الأمل المرجو منها، بتسجيلها لنسبة نمو لم تتعد 3.8 بالمائة فقط، في مدة تجاوزت ثلاث سنوات كاملة، الأمر الذي يؤكد بالدليل فشل المشروع الذي ينتظر أن تنتهي مدته في غضون سنة وبضعة أشهر. * وسجلت الدراسة أن نسبة تزود الجزائريين بالأنترنيت في السنوات الخمس الأولى من الألفية الثالثة، كانت قبل بدء العمل بمشروع "أسرتك"، كانت أكثر فعالية، مسجلة في الفترة الممتدة ما بين سنة 2000 و2005، ما نسبته 5.2 بالمائة، مقارنة ب 3.8 بالمائة في أربع سنوات، ما يعني أن إسقاط هذه النسبة على عدد الجزائريين، يبين أن ما يعادل 3.6 ملايين جزائري فقط من مجموع 36 مليون نسمة، يرتادون الشبكة العنكبوتية، الأمر الذي جعل الحكومة تفكر في الدخول في مباحثات مع متعاملين أجانب في مجال الأنترنيت للرفع من نسبة إقبال الجزائريين على هذه التكنولوجية المتطورة. * ولمواجهة هذا التأخر، تراهن الحكومة على الحظيرة المعلوماتية للمدينة الجديدة، سيدي عبد الله، غرب العاصمة، لتجاوز هذا التأخر، بحيث ينتظر أن يبدأ العمل بهذه الحظيرة، في الأشهر الأولى من العام الداخل، كما ينتظر أن يتبع إطلاق عدة مشاريع في الثلاثي الأول من سنة 2009، المتعلقة بقطاع التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، والتي في مقدمتها مركز الدراسات حول البحث في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، فضلا عن اعتزام الحكومة إنشاء حظيرة جديدة للمعلوماتية بعنابة. * وتعتبر نسبة إقبال الجزائريين على الأنترنيت، الأضعف في منطقة المغرب العربي، مقارنة بكل من المملكة المغربية وتونس، بالرغم من الفارق في الإمكانيات المادية التي تتوفر عليها البلدان الثلاث. فقد جاء في آخر إحصائية حول النفاذ إلى الشبكة العنكبوتية، أن المملكة المغربية جاءت في المرتبة الأولى بواقع 21.3 بالمائة، أي ما يمثل 7.3 ملايين مغربي يترددون على الأنترنيت من مجموع عدد سكانها البالغ 35 مليون نسمة، وجاءت بعدها تونس بنسبة 16.6 بالمائة، أي ما يمثل 1.1 مليون شخص، من مجموع عدد سكانها البالغ عشرة ملايين نسمة. * ولم تتفوق الجزائر في نسبة النفاذ إلى الأنترنيت، سوى على كل من ليبيا، التي لم تسجل بها نسبة النفاذ إلى الأنترنيت سوى 4.6 بالمائة، أي ما يمثل 260 ألف نسمة من مجموع عدد سكانها البالغ 5.2 مليون نسمة، وجمهورية موريتانيا بنسبة 0.9 بالمائة، أي ما يمثل 30 ألف متردد، من مجموع عدد سكانها البالغ مليون نسمة. * أما على المستوى العربي، فتحتل الجزائر مرتبة متأخرة، متقدمة عليها عديد من الدول، منها الإمارات، التي تعتبر الأولى عربيا، بنسبة 38.4 بالمائة، ثم الكويت ب 32.6 بالمائة، ثم قطر ب 32 بالمائة، ولبنان ب 24.2 بالمائة، والبحرين ب 22.2 بالمائة، والسعودية ب 17 بالمائة، ثم الأردن ب 13.2 بالمائة، وفلسطين بنسبة 10.5 بالمائة. * وعلى المستوى العالمي، تتذيل الجزائر سلم الترتيب، متخلفة عن دولة مثل إسرائيل التي سجلت نسبة 57.6 بالمائة، وإيران بنسبة 27.5 بالمائة، كما تخلفت عن دول مثل السودان ونيجيريا وجنوب إفريقيا وكينيا.. * وعلاوة على هذه السلبية، فالمواقع الجزائرية يؤخذ عليها استعمالها المفرط للغة الفرنسية، كما أنه ينقصها الإبداع والجديد، حيث يلاحظ على هذه المواقع، تكرار المعلومات المتواجدة في المواقع الإلكترونية الأخرى، بسبب الاعتماد على المؤسسات الأجنبية (وكالات الأنباء، مراكز الدراسات...). أما من ناحية الخدمات، فالمؤسسات الحكومية ما زالت متخلفة في هذا المجال، رغم الخطاب الرسمي حول الحكومة الإلكترونية.