حضارة تُنشر على ذهر الدبابة!!! أثار كتاب "التعذيب ونهاية الإمبراطورية الاستعمارية" لصاحبته الأستاذة لزرق مغنية، المنحدرة من مدينة مستغانم وتدرس السسيولوجيا حاليا بجامعة نيويورك بالولايات المتحدة الأمركية، ضجة كبيرة، بين أوساط السياسيين والعسكريين على حد سواء بهذا البلد، حيث أثيرت عدة نقاشات حول هذا المؤلف الذي عالج التعذيب المستخدم من قبل الاستعمار من زاوية سسيولوجية، مسلطا الضوء على ما حدث في حرب العراق من انتهاكات لحقوق الإنسان وبخاصة المعتقلين الذين ذاقوا شتى »فنون« التعذيب على يد القوات الأمريكية داخل سجن أبوغريب. * احتضنت العديد من الإذاعات المحسوبة على المعارضة ببلاد العام سام كتاب الجزائرية لزرق مغنية، الموسوم ب»التعذيب ونهاية الإمبراطورية الاستعمارية«، الذي عرضت فحواه في محاضرة ألقتها بجامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم، حيث أفردت له الإذاعات المذكورة برامج على الأثير، استدعي إليها خبراء وأكاديميون حللوا وناقشوا مضمون هذا المؤلف، ناهيك عن المقالات التي نشرت من قبل الصحافة الأمريكية، والتي تناولت بشاعة أساليب التعذيب من قبل الجيوش التي غزت بلاد الرافدين، التي لم تكن بهدف استنطاق المعتقلين والحصول منهم على معلومات، بل المبتغى كان، حسب ما أشارت إليه المؤلّفة، بسط هيمنة الإمبراطوريات الاستعمارية على البلدان المستضعفة. * مغنية لزرق، التي أبصرت الحياة بحي «تجديت» بمدينة مستغانم في 1941، واستُضيفت من قبل جامعة عبد الحميد بن باديس، التي عرفت أجندتها العلمية هذا العام تنظيم العديد من الملتقيات شارك فيها عدة أساتذة أجانب، لم تتجرد في طرحها الأكاديمي من الذاكرة الوطنية، التي حُفرت بها عدة مشاهد مأساوية، ضحاياها مجاهدون ووطنيون ذاقوا الويل على يد الجيش الفرنسي إبان الثورة التحريرية، فكانت هذه المشاهد الموثقة في أرشيف الجيش الفرنسي، وباعتراف سفاحين مثل الجنرال »أوساريس«، بمثابة إسقاط لنظرية التعذيب الفرنسية في الجزائر، على ما حدث في حرب العراق 2003، حيث ذكرت مغنية لزرق أن الجيش الأمريكي وظف نفس أساليب التعذيب النفسي والجسدي التي استخدمها الاستعمار الفرنسي. ويشار إلى أن كتاب مغنية لزرق حول التعذيب، المحرّر باللغة الإنجليزية، سيترجم إلى لغات أخرى، منها العربية.