وزير الخارجية: مراد مدلسي لا يزال الموقف الرسمي الجزائري بشأن اغتيال رهبان تيبحرين يلفه الكثير من الغموض في ظل السكوت غير المفهوم للحكومة، بالرغم من التصريحات المتكررة والموصوفة ب "العدائية" للمسؤولين الفرنسيين تجاه الجزائر. * * فحتى مراد مدلسي، الذي يفترض فيه مسؤول الجهة المخولة بالرد، فضّل بدوره الجنوح إلى الصمت، ليزيد بذلك الموقف الرسمي غموضا. * وزير الشؤون الخارجية، وفي لقاء بالصحافة بإقامة الميثاق بمناسبة زيارة وزير الخارجية للولايات المتحدة المكسيكية، باتريسيا إسبينوزا كانتللو، للجزائر، فضل عدم الإجابة على سؤال ل"الشروق"، بخصوص هذه القضية، واكتفى بتذكير الصحفيين بأن موضوع اللقاء يجب أن لا يخرج عن إطار زيارة الوزيرة المكسيكية، وسط استغراب من كان حاضرا من الصحفيين. * ويبقى لحد الساعة أول رد فعل لكن غير رسمي، يمكن الاستئناس به، هو ذلك الذي صدر عن التجمع الوطني الديمقراطي، الذي يتزعمه الوزير الأول أحمد أويحيى، والذي سارع بمجرد توالي تصريحات المسؤولين الفرنسيين، إلى الرد على نيكولا ساركوزي، واصفا تصريحاته ب "الاستفزازية"، سيما بعد إطلاق تصريحه المثير، والذي قال فيه إن العلاقات بين الدول (في إشارة للجزائر)، لا يمكن إرساء قواعدها على "الأكاذيب". * وفي ظل غياب الرد وما يمكن أن يحمله من معلومات، استفاضت الصحافة الفرنسية في البحث عن خلفيات هذا الصمت المطبق، وعن حقيقة ما يخيّّم على محور الجزائر باريس، الذي عاش منذ مجيء ساركوزي على رأس قصر الإيليزي، محطات استوقفت المحللين والمتابعين للعلاقات الجزائرية الفرنسية، بداية بسجن الدبلوماسي زيان حساني، على خلفية الاشتباه في ضلوعه في قضية اغتيال المعارض المقرب من الأفافاس، المحامي علي مسيلي، وبعدها قضية الطفلة "صفية"، التي رحلت إلى فرنسا حيث والدها المزعوم، وكذا محاكمة الشاب مامي، والقضاء بحبسه خمس سنوات مع النفاذ. * وفي هذا الصدد تقول صحيفة "ليبراسيون" المحسوبة على التيار الاشتراكي المعارض لساركوزي، إن من أسباب تأجيل زيارة الرئيس بوتفليقة لفرنسا، والتي كانت مقررة الشهر المنصرم، قضية الطفلة "صفية"، ومحاكمة الشاب مامي، وهما القضيتان اللتان ترى الصحيفة أنهما وصلا إلى نهايتيهما، ولكن وفق ما كان يتمناه الطرف الفرنسي، فيما لا تزال قضية رهبان تيبحرين تراوح مكانها، بالرغم من إبداء ساركوزي شيء من التراجع على تصريحاته النارية، سيما عندما عاد ليقول بأنه ينطلق من بيان 44 الصادر عن الجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا"، كمنطلق لإدارة قضية اغتيال رهبان تيبحرين التي عادت فجأة لتصنع الحدث بعد أزيد من 13 سنة من وقوعها.