أبو مصعب عبد الودود يقتل "إخوانه".. درج التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) في الأشهر الأخيرة، على إعداد "تقارير" إخبارية حول عدد من الجرائم التي ارتكبها في مناطق متفرقة من الوطن. * * وتحوّل من نشر بيانات خاصة بعملية إجرامية واحدة إلى نشر"خلاصة" لسلسلة من اعتداءاته الإجرامية. * واللافت في التقرير الأخير الذي حرصت اللجنة الإعلامية على تصنيفه "غزوات و انتصارات"، اعتمد على الأخبار الأمنية المنشورة في وسائل الإعلام دون أدنى تفاصيل وكررت عبارة "خلفت عددا مجهولا..." واستخدمت عبارة "على الأقل وعددا كبيرا" في محاولة للتأكيد على أن الاعتداءات التي ترتكبها في مناطق محدودة تخلف عددا كبيرا من الضحايا ونقل البيان الأخير اعتداءات إرهابية في عدة ولايات من الوطن في محاولة للتأكيد على تواجد عناصرها في العديد من المناطق خارج معاقلها التقليدية بالوسط، لكن متتبعون للشأن الأمني يلفتون الانتباه إلى أن جميع الاعتداءات التي وردت في البيان الأخير الذي تتوفر "الشروق اليومي" على نسخة منه تمت بواسطة تفجير لغم أو قنبلة تقليدية باستثناء اعتداء الداموس الذي تبناه تنظيم درودكال، لكن لم تحدد بعد هوية منفذيه واغتيال مقاوم في كمين إرهابي وهي من أسهل الوسائل التي تستخدمها الجماعات الإرهابية التي تواجه تراجعا في قدراتها العسكرية، وعجزا في مواجهة قوات الأمن مما يفسر تراجعها عن استهداف الثكنات العسكرية والمراكز الأمنية واعتماد الاعتداءات الانتحارية. * جماعة درودكال حرصت على نفي سقوط إرهابيين في العمليات العسكرية الأخيرة وتجاهلت القضاء على أتباعها بولايات البليدة وبجاية وتيزي وزو ، وقامت مجددا بتفادي التشهير للاعتداءات التي استهدفت مدنيين، خاصة الاختطافات مقابل طلب فدية، كما لم تشر في التقرير الإخباري إلى الحواجز المزيفة التي تقوم بها ويتم فيها سلب ممتلكات مستعملي الطرقات مثل الهواتف والأموال، كما وقع بتادمايت بولاية تيزي وزو ليلا وأيضا التسلل إلى الحانات القريبة من معاقلهم والسطو على أموالهم وهواتفهم النقالة قبل أن يقوموا بإلقاء خطبة للتستر عن حقيقة عملهم، وسبق أن أنكرت أيضا سقوط مدنيين في الاعتداءات الانتحارية التي تبنتها، كما اعتمدت استراتيجية "الجيا" تحت إمرة عنتر زوابري، حيث كان أتباعه ينكرون استهداف مدنيين وينسبونها إلى أجهزة الأمن، وهو ما حاولت استدراكه قيادة درودكال في قضية اغتيال 4 مدنيين بتادمايت، ترجح التحقيقات الأولية أنهم رفضوا تمويل ونقل جماعة إرهابية بالمنطقة، حيث تم بعدها اغتيال سائق سيارة أجرة، كما أن تصفيتهم كانت بغرض إثارة الإستقرار في منطقة القبائل بعد وصول تعزيزات كبيرة من الجيش لملاحقة الإرهابيين. * وتفيد معطيات متوفرة لدى "الشروق اليومي"، أن المواطنين اللذين تم اغتيالهما بعين الدفلى كانا بالغابة عندما صادفا جماعة إرهابية، وخوفا من إبلاغهما مصالح الأمن تم اغتيالهما بحجة قيامهما بإضرام الحرائق وهو ما لايستند إلى أي دليل شرعي، ولايستبعد لجوء أتباع درودكال إلى تصفية كل من يرفض دعمهم وتمويلهم والتستر عليهم بعد تبني منهج "الجيا" التكفيري.