- الصراع الداخلي يجبر درودكال على تغيير مناصب القادة بعد سلسلة النجاحات التي حققتها مصالح الأمن على مستوى عدة مناطق من الوطن خاصة المنطقة الثانية التي تعد بمثابة القوة الضاربة في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي اضطر الأمير الوطني عبد المالك درودكال، الذي كان محاطا فيما سبق بعدد من العناصر الإرهابية الفاعلة في التنظيم، إلى تغيير الهيكلة لتجاوز الفراغ الذي سجله غياب الإرهابيين الذين أيّدوا انضمام السلفية للدعوة والقتال إلى القاعدة، وكان أول إجراء اتخذه بعد الاجتماع الأخير استبعاد مسؤول اللجنة الإعلامية صلاح قاسمي المدعو محمد أبو صلاح وهو مهندس من مواليد ولاية بسكرة وتُنسب له غالبية بيانات هذا التنظيم، كما أنه كان يقف وراء إعداد وبث بعض أشرطة الفيديو التي يُصدرها بعد أن تحول هذا الأخير إلى منافس قوي له استطاع رفقة إرهابي آخر أن يتبوأ مكانة عند العناصر الإرهابية التي اختارته بدل أميرها لعدة أسباب أهمها عجز درودكال عن التحكم في زمام الأمور إذ يعرف التنظيم نزيفا حادا في عناصره وتدفق كبير لهم نحو الاستسلام والاستفادة من تدابير السلم والمصالحة الوطنية. وترى بعض المصادر أن العامل الذي فجّر الوضع أكثر هو تمكّن مصالح الأمن من تفكيك شبكات الدعم والإسناد الحضرية والتي كانت كخلايا نائمة يستحيل الوصول إليها خاصة وأن الجماعات المسلحة تعول عليها بأوقات تضييق الخناق عليها، إلا أن أبا مصعب عبد الودود قد ضحى بها وأخرجها من مخابئها لاستغلالها في العمليات الانتحارية التي أعقبت انضمام التنظيم إلى القاعدة، الأمر الذي لامه عليه رفاقه الذين اتهموه بالبحث عن الصدى الإعلامي على حساب التنظيم. وكان الأمير قد أحس بخطورة الوضع الذي يتواجد عليه والذي زاد تفاقما بعد القضاء على المؤسسين الفعليين للتنظيم أواخر 2007 وبدايات 2008 ومعهم الأمراء المقلّدين للمناصب التي أضحت شاغرة على غرار يوسف خليفي، عبد المالك قوري وهما أميرا كتيبة الأرقم عمر بن تيطراوي أمير كتيبة الفتح عبد الرحمن بوزقزة أمير كتيبة الفاروق وسارع إلى استحداث عدة لجان في مقابل عزل آخرين دون الإشارة إلى ذلك كما حدث مع اللجنة الإعلامية التي أضحت مؤخرا تشكو من تذبذب بدا جليا في التقارير الإخبارية الأخيرة التي اختفى فيها توقيع رئيسها في مقابل اعتراف عدد من الإرهابيين الموقوفين والذين طلّقوا العمل المسلح بوجود خلافات جادة بين القادة صنعها أمير بالمنطقة الثانية وآخر بمنطقة الشرق وهو المسؤول عن الإعلام الذي أعلن عداء واضحا لأبي مصعب عبد الودود جعلته يسحب البساط منهم قبل أن تقوى شوكتهم، ويعلن آخرين مكانهم مع تغيير طفيف يتمثل في أسماء اللجان. تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يستحدث لأول مرة لجنة سياسية أعلن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" عن استحداث لجنة جديدة داخله أطلق عليها اسم اللجنة السياسية والتي أسندت إلى أحمد دغدغ المدعو "عبد الإله" الذي أفادت عدة مصادر فيما سبق أنه أراد تسليم نفسه لمصالح الأمن، حيث أفادت برغبة المسؤول الأول على الشؤون المالية السابق بتنظيم "الجماعة السلفية" البالغ من العمر 42 سنة، في التخلي عن النشاط المسلح والاستفادة من العفو في إطار المصالحة الوطنية، ويعد هذا العنصر المسلح من أبرز القياديين داخل التنظيم الإرهابي، حيث سبق للشرطة الدولية (أنتربول) وأن أصدرت في شهر أكتوبر 2008 أمرا دوليا بالقبض عليه، وقبلها قيام الخزانة الأمريكية بتجميد ودائعه خلال شهر ماي 2008 برفقة ثلاثة قياديين آخرين وهم (صلاح القاسمي) المدعو محمد أبو صلاح مسؤول لجنة الإعلام يبلغ من العمر 38 سنة، وجوادي يحيى الشهير باسم يحيى أبو عمار البالغ من العمر 42 سنة، مكلف بتقديم الدعم المالي والعملياتي للتنظيم الإرهابي، عبر منطقة المغرب العربي ودول الشمال الإفريقي، وحمادو عابد المدعو عبد الحميد أبو زيد البالغ من العمر 44 سنة، نائب أمير كتيبة طارق بن زياد التي نسب لها ولعناصرها المشاركة والتورط في اختطاف الرعيتين النمساويتين. ونسب لأحمد دغدغ رفقة الثلاثة الآخرين سلسلة من العمليات الإرهابية التي عاشتها الجزائر خلال الأشهر الأخيرة والتي تبناها "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". ورجحت بعض المصادر أن دغدغ هو من تفاوض مع أجهزة الأمن النمساوية عند اختطاف مواطنيها العام الماضي كونه كان يتوافر على معدات تكنولوجية حديثة تسمح له بإجراء المفاوضات "عن بُعد". وحسب متتبعين للشأن الأمني، فإن درودكال منح امتياز رئاسة اللجنة إلى دغدع خشية إقدام هذا الأخير على تسليم نفسه لمصالح الأمن وهو أكثر ما يثير قلق قادة الجماعات المسلحة التي فقدت الثقة بين عناصرها وأضحت تبحث عن سبيل يخلصها من ورطتها على غرار أمير كتيبة الأنصار الذي سلم نفسه قبل أربعة أشهر لمصالح الأمن، في حين سحب البساط تماما من صلاح قاسمي.